اتخذ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرارا بشأن حادث تحطم الطائرة العسكرية، اليوم الأربعاء 11 أفريل، تضمن إقامة حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على الضحايا شهداء الواجب الوطني. وأدى تحطم الطائرة العسكرية في مطار بوفاريك العسكري إلى استشهاد 257 راكبا من بينهم 10 من طاقم الطائرة. حسب حصيلة أعلنتها وزارة الدفاع، وأوضحت أن أغلب ضحايا هذا الحادث الأليم، هم من العسكريين وعائلاتهم. وقطع نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح زيارته التفقدية إلى المنطقة العسكرية الثانية، وانتقل فورا إلى موقع الحادث للوقوف على حجم الخسائر، وأمر بتشكيل لجنة تحقيق فورية للوقوف على ملابسات الحادث. أجواء حزينة في كل ولايات الوطن تدفقت سيول بشرية على منازل ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية بمطار بوفاريك في البليدة. وشهدت ولايتي المسيلةوالبليدة التي يقطن بها بعض أعضاء طاقم الطائرة على غرارالمقدم إسماعيل دوسن والرائد سلومي رضا أجواء من الحزن والأسى فيما سارع مواطنون لنصب مجالس عزاء لمواساة عائلات الضحايا في عدة ولايات أخرى مثل عنابة والطارف وسكيكدة وأم البواقي وسيدي بلعباس. من جهتها بادرت السلطات المحلية بتسخير فرق من الأطباء النفسانيين من أجل التكفل عند الضرورة بأقارب ضحايا سقوط الطائرة العسكرية التي خلفت وفاة 257 راكب. ففي ولاية المسيلة أغرق خبر استشهاد قائد الطائرة المقدم إسماعيل دوسن من مواليد بلدية عين الحجل وكافة مناطق الولاية في حزن عميق. وتلقت عائلته خبر الفاجعة عن طريق القنوات التلفزيونية عبر شريط الأخبار العاجلة. ووسط حشد شعبي كبير تنقل من مختلف مناطق الولاية لمواساة العائلة يقول ابن عم الضحية إن الشهيد اسماعيل قائد الطائرة كان ينوي أخذ التقاعد بعد خدمة عسكرية دامت قرابة 26 سنة رحمه الله، رجل شهد له جيرانه في المدينة التي ولدت بها أسرته وترعرعت بأنه كان من خيرة الشباب تواضعا وأخلاقا وتربية بل انه لم يكن يشعر جيرانه بأنه من كبار قادة الطيران في الجزائر. وفور سماع الخبر تنقل عدد لا بأس به من سكان عين الحجل إلى حي ذراع الابيض وسط عين الحجل حيث يقطن اقارب اسماعيل مقدمين تعازيهم ومواساتهم في انتظار إن كانت بيت العزاء ستنصب في عين الحجل أوالبليدة. وبحي سيدي عيسى ببلدية قرواو بولاية البليدة حيث يقطن الرائد سلومي رضا أحد قائدي الطائرة البالغ من العمر 36سنة. والذي ترك وراءه زوجة تشتغل مهندسة دولة وطفلين أحدهما يدرس بالسنة الاولى ابتدائي والثاني يدرس في الروضة. هذا وقد بلغ الخبر الزوجة وهي متواجدة بمقر عملها بالبليدة حيث التف حولها زملاء العمل مقدمين لها المواساة والمرافقة إلى بيتها والذي لم تتمكن فيه كثيرا حيث تم أخذها رفقة ابنيها إلى ولاية باتنةمسقط رأس الضحية. كما امتلأ بيت الضحية بالجيران الذين توافدوا بقوة من اجل تقديم التعازي ومواساة الزوجة في حين اصر البعض على الذهاب الى باتنة لحضور جنازة الفقيد سلوسي رضا والذي عرف طيلة اقامته بحي سيدي عيسى بأخلاق عالية جعلته محبوبا بين جيرانه. من جهتها اهتزت ولاية عنابة على وقع فاجعة رحيل الرائد "فاروقي عبد الرؤوف" القاطن بحي باتريس لوممبا حيث صرح أخو الفقيد عبد اللطيف وهو يذرف الدموع أن الفقيد عرف بأخلاقه وحبه الشديد للوطن حيث بعد نيله شهادة البكالوريا دخل المدرسة العليا للطيران في دار البيضاء بعدها مباشرة إلى الخدمة الميدانية ببوفاريك ويشتغل رائد ميكانيكي ملاحة، متزوج مند ثلاث سنوات دون أطفال. وحسب المتحدث، فإن آخر مكالمة للفقيد كانت ليلة أول أمس مع والدته يخبرها فيها عن أحواله ويسال عن العائلة . كما قام بتبليغها انه ستكون له مهمة من بوفريك الى ولاية بشار. وفي سيدي بلعباس تم الاعلان عن استشهاد 3 ضحايا من بلدية الطابية، ويتعلق الأمر بكل من بن حدو الحبيب دركي وعياشي عبدالحق ممرض رفقة إبنه ،حيث كان هؤلاء على متن الطائرة التي كانت تقل 257 شخصا وتحطمت في حقل بمحيط القاعدة الجوية لمدينة بوفاريك. وسادت نفس أجواء الحزن في المدية التي فقدت 7 شهداء في حادث التحطم وكذا بولاية خنشلة التي غادرها إلى الأبد 8 من خيرة أبنائها.