يستمر في اليمن مسلسل الانشقاقات والانقسامات في صفوف النظام التي بدأت بما عرف ب''يوم الهروب الكبير'' الذي شهد انشقاق عدد كبير من قادة الجيش اليمني وممثلي الجهاز الدبلوماسي في الخارج، بالإضافة إلى العديد من قيادات وكوادر الحزب الحاكم. وفي حلقة جديدة من هذا المسلسل، أعلن أمس، الطيار محمد إسماعيل، زوج ابنة الرئيس اليمني علي بن عبد الله صالح، رفقة عشرات الضباط في الجيش، الانضمام إلى ثورة الشباب. وقد خطب بالثوار خطبة عصماء، حث فيها الشباب بميدان التغيير على الصبر والإصرار حتى رحيل النظام، معلنا علي رؤوس الأشهاد انضمامه لثورة الشباب ودعمه ومساندته لهم وتبنيه مطالبهم، ودعا كل الشرفاء إلى الانضمام للثورة. وفي الأثناء، أعلنت مصادر دبلوماسية أن التحركات السياسية لنزع فتيل الأزمة في اليمن قد توقفت، وسط مخاوف من انزلاق البلاد في دوامة العنف، بينما أعلن شباب الثورة تصعيد احتجاجاتهم في عدة مدن في البلاد. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن متحدث باسم المعارضة، قوله إن المحادثات توقفت، غير أنها نقلت عن شخصية معارضة أخرى أنه ما زال بالإمكان التوصل إلى اتفاق، وأن الرئيس علي عبد الله صالح يسعى لتخفيف الشروط التي تريد المعارضة فرضها على نشاط أسرته في المستقبل. وقالت مصادر سياسية في اليمن إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فإنه سيتضمن على الأرجح استقالة كل من صالح وخصمه الرئيسي اللواء علي محسن الذي أرسل قواته لحماية المحتجين. وكان الرئيس اليمني قد أعلن يوم الجمعة الماضي في حشد من مناصريه أنه على استعداد لتسليم السلطة لأيدٍ أمينة، لكن حزبه شدد على استمراره في الحكم حتى نهاية فترته الدستورية منتصف سبتمبر .2013 من ناحية أخرى، دعا الرئيس اليمني معارضيه المطالبين برحيله إلى إن يرحلوا هم، مجددا التأكيد بأن الغالبية العظمى من اليمنيين يؤيدونه، وذلك في ظل توقف المفاوضات الرامية إلى الخروج من الأزمة. وقال صالح لوفد شبابي ''أيها الشباب إذا كانت أغلبية أبناء الشعب وبنسبة 95 بالمائة مع امن واستقرار الوطن ومع التنمية والوحدة وخمسة بالمائة أقلية يقلقون أمن الوطن، فمن الذي يرحل؟''. وتأتي هذه التصريحات بعدما توقفت المفاوضات الرامية إلى التوصل لمخرج للأزمة في اليمن منذ الخميس ووسط استمرار المطالبات برحيل الرئيس اليمني.