البلاد.نت - بوبكر بلقاسم - يرى حسن عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسطي أن مسألة قطع المغرب لعلاقاتها مع إيران يشوبها بعض الغموض بل قد تكون امتدادا لأزمات اقليمية أخرى، فهذا التصرف "المفاجئ" للمغرب- رغم أنه ليس الأول- يخفي وراءه شبح النزاع القطري السعودي. ويضيف عبيدي في حواره مع "لوجون أفريك" أنه في الأشهر الأخيرة ، تبنت المملكة المغربية موقفاً حيادياً في سياستها الخارجية في مختلف الأزمات في منطقة الخليج ، ولا سيما العداء المتزايد بين المملكة العربية السعودية وإيران. وقد حظي موقفها بتقدير العديد من المفكرين الغربيين والعرب، لكن بالكاد أعلن المغرب قراره بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران،حتى سارعت إمارات الخليج لدعم قرارها. وقد أصرت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وحتى قطر، رغم قربها من إيران، على "احترام مبادئ سيادة كل دولة، مع الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين". وعن الأسباب الحقيقة وراء هذا التصعيد فيرى الخبير الدولي أن موقف الحياد الذي تبناه المغرب لم يستسغه الطرف السعودي، الذي توقع وجود موقف لصالحه ضد قطر، فلقد رأينا أن بعض القادة السعوديين قد غيروا حديثهم عن المغرب. حتى أن بعض وسائل الإعلام السعودية بثت تقارير لأول مرة عن جبهة البوليساريو. بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك ضغط سابق من بعض دول الخليج لعزل حزب العدالة والتنمية من السلطة فاضطر المغرب لتقديم عربون صداقة للسعوديين من خلال التضحية بعلاقته مع إيران. ووصف عبيدي هذه الخطوة بالقرار الأقل ضررا. فعلاقات المغرب مع الإيرانيين باردة من جهة ومن ناحية أخرى فإن المغرب لديه علاقات متذبذبة مع الاتحاد الأوروبي حول قضية الصحراء الغربية. فكان من مصلحة الرباط أن تقترب من إدارة ترامب التي تريد تعبئة المجتمع الدولي ضد إيران ، التي تعتبرها تهديداً للأمن الإقليمي والدولي. وعن تداعيات القرار ختم حسن عبيدي "أعتقد أن هذا سيجعل السعودية سعيدة وفقط. المغرب بلد محوري في المنطقة ، معروف بمواقفه المتوازنة، إنه يدرب الأئمة الأفارقة والغربيين في الإسلام المعتدل. يلعب دور الجسر بين أوروبا وأفريقيا. جعله حليفا هو نصر مقدس للسعوديين". وعن إقحام الجزائر يرى حسن عبيدي أنه لم يكن المغرب مضطراً للإفصاح على الأسباب التي أدت إلى مثل هذا القرار خاصة وأن علاقاته مع طهران لم تكن جيدة أبدًا. ولكن إقحام الجزائر كان الهدف من وراءه البحث عن شرعية لهذا القرار، ففي حقيقة الأمر فإن جبهة البوليساريو لا فائدة لها في التسلح أكثر لكونها ليست في حالة حرب، ولماذا تستعين بحزب الله الذي تتواجد قواته في حروب في مختلف الجبهات.لكن المغرب أراد أن يوجه رسالة صريحة مفادها أن الجزائر فقدت السيطرة في سفارات دول أجنبية متواجدة على ترابها، رغم أن الجميع يعرف مستوى "اليقظة الجزائرية" في هذا الجانب.