يؤكد سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، في هذا الحوار مع "الشروق"، أن السعودية والدول الثلاث المقاطعة لقطر لن تتراجع، وشروطها غير قابلة للتفاوض، وتصعيد العقوبات قادم، لأن أمن المنطقة أصبح لا يحتمل المزيد من "العبث"، ويصف الشيخ القرضاوي بإمام الفتنة وقناة الجزيرة بالقناة المؤذية، وقيادات حركة حماس بثوار الفنادق خمس نجوم، ويصنف إيران في خانة الممول الرقم واحد للإرهاب في العالم، ويكشف خلفيات صفقة 460 مليار دولار التي ذهبت الى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما يتحدث سفير السعودية عن ظروف حج هذه السنة، وحصة الجزائر المؤهلة للارتفاع، والمنحى التصاعدي للمعتمرين الجزائريين، وقاعدة الاستثمار 51-49 وتحفظات السعودية التي طالبت بإسقاط هذه القاعدة وحجبها عن المشاريع الإستراتيجية الكبرى في قطاعي الفلاحة والطاقة، وعن التحضير لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الجزائر في الأشهر القلية القادمة استجابة لدعوة الرئيس بوتفليقة.
نأت الجزائر بنفسها عن الأزمة الخليجية واختارت أن تدعو طرفي النزاع إلى الحوار، كيف تنظر المملكة العربية السعودية إلى الموقف الجزائري؟ أولا وقبل كل شيء، أود أن أسلط الضوء على بعض الأمور، فالمشكلة وبداية الأزمة بين الدول الأربع مع قطر، ليست مشكلة وليدة اليوم وإنما مشكلة ممتدة عبر الزمن ولها جذورها وامتدادها وأبعادها منذ 1996، وتولي الأمير السابق. وحتى اليوم وقطر عليها العديد من التجاوزات والدعم واحتضانها أشخاصا وجماعات إرهابية، وكان هناك اتفاق الرياض مع أمير دولة قطر الشيخ تميم كان هو اتفاق سنة 2014، ولو تم الالتزام بمضمونه لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، لكن خرق هذا الاتفاق وتجاوزات قطر وعدم التزامها، ومحاولات العبث بأمن المنطقة جعل الدول الخليجية الثلاث، ومصر يقدمون على إجراءات المقاطعة لحملها على مراجعة نفسها وتصويب الأمور. وهنا أؤكد أن بعد القمة التي عقدت في الرياض أو ما يسمى بالقمة الإسلامية الأمريكية تم تحديد مفاهيم وأطر لمكافحة الإرهاب وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب مركزه في الرياض، هذه كلها دلالات ومؤشرات على السعي الجاد من قبل السعودية ودول المنطقة لمكافحة الإرهاب والوقوف في وجه أي محاولة لتهديد أمن واستقرار المنطقة، حتى ولو كان من قبل قطر التي نعتبرها آخر دولة رافضة للالتزام باتفاق دول المنطقة ونعتبر المقاطعة ورقة إنذار، وما هو قادم سيكون أكثر حزما.
كيف ترون الموقف الجزائري؟ أعتقد أن موقف الجزائر يصب في سياق باقي دول شمال إفريقيا التي اختارت موقفا محايدا والدعوة إلى الحوار، وأعتقد أن الجزائر من الدول القليلة الفاعلة في مجال محاربة الإرهاب ولها باع طويل، جعلها اليوم ذات تجربة كبيرة صالحة تسوقها، ونحن نعتز ونقدر هذه التجربة للجزائر، ولذا نحن نطلب منها النظر إلى المقاطعة على أنها دعوة من دعوات مقاطعة الإرهاب ومكافحته، ليس لدينا مشكلة مع قطر والشعب القطري أهلنا وأنسابنا، لكن لدينا مشكلة مع الإرهاب ومموليه وداعميه والأطراف التي تحتضنه. قطر لديها أدوات تسعى إلى تدميرنا وقطر حالها شبيهة بحال الطفل الصغير الذي لا يعي قيمة الشيء الذي بين يديه، فيقدم على تدمير نفسه ومن حوله، نحن نحاول نزع هذه الأدوات من قطر لحمايتها من نفسها وحماية أنفسنا وحماية المنطقة، ككل.
ما مصلحة قطر في كل هذا؟ قطر دولة صغيرة، وتحاول اقتطاع مكان لها وسط الكبار، وجعل صوتها يعلو فوق أصوات الجميع، لإعطاء الانطباع بأنها في مستوى القوى الإقليمية ولعب أدوار كبيرة على حجمها، حتى ولو كان ذلك بالاستثمار في مناطق النزاع، فالفلسفة القطرية غريبة، وهنا أفضل أن أذكر الرأي العام بقضية خطف 26 صيادا في العراق هجروا ثلاث قرى سورية باتفاق مع السلطات السورية وجبهة النصرة هجروا ثلاث قرى كاملة دفعوا بليار دولار.
هناك العديد من المتابعين يرون في العقوبات ومقاطعة الدول الأربع قطر مجرد استجابة لإملاءات أمريكية، خاصة أن العقوبة جاءت مباشرة بعد القمة الإسلامية الأمريكية التي سخرت لها المملكة جهودا جبارة لإنجاحها؟ ممكن أن يكون مرد هذه القراءات سببها التوقيت الزمني لإعلان المقاطعة، لكن الأزمة كانت ممتدة وعمرها سابق فممكن أن تكون نتائج القمة وتعاطي قطر معها، القشة التي قسمت ظهر البعير، وعدم التزام قطر والحديث الصحفي الذي تم تسريبه ونفيه في الوقت نفسه لأمير قطر، وهذا شيء مثبت لدينا، ففي نهاية المطاف الشعب القطري شعب جار والعقوبات موجهة ضد الحكومة القطرية وليست موجهة إلى الشعب القطري. وبالعودة إلى القمة الإسلامية الأمريكية فهذه كانت ضرورية جدا، وذلك لتمكين الرئيس الأمريكي من لقاء رؤساء الدول الإسلامية والاستماع إليهم، لأنه كان قادما وحاملا فكرة مغلوطة لدى وصوله إلى قيادة الولاياتالمتحدة، وبالتالي كان يجب تصحيح الرؤية، ونحن في القمة سعينا ووضعنا تعاريف ومفاهيم للإرهاب والتطرف والمملكة أقدمت بعد تحديد المفاهيم إلى الشق العملي، وأعتقد أنه من حق المملكة حماية أمنها الداخلي وقطر أصبحت تمثل خطرا على هذا الأمن بسبب احتضانها ودعمها المتطرفين في مناطق عدة، منها القطيف والعوامية، وهنا لا أقصد الشيعة لكن نحن ضد المتطرفين، وهنا أطرح سؤالا لماذا تدعم قطر المتطرفين في البحرين، ولماذا قطر تفتح أبوابها لرموز الإرهاب والمتطرفين سواء من ليبيا ومصر وغيرها، هذه الدولة الصغيرة مثل قطر كان يفترض أن تهتم بتنمية بلدها ورفاهية شعبها وخلق فرص حياة ملائمة لشعبها وجيرانها، هذا فضاؤها الطبيعي، لكن سعيها إلى خلق فضاء مسموم فهذا شيء غير طبيعي ووجب التعامل معه بالمقاطعة وليس كما سموه الحصار، كون هذا الأخير، يحتاج إلى قرار أممي، أما المقاطعة فهي قرارات سيادية خضعت لتقديراتنا في رد الأذى القادم إلينا، وكل واحد حر في اختيار الكيفية التي يرد بها الأذى الذي يلحقه.
نفهم من كلامكم أن مقاطعة الدول الأربع قطر لا علاقة لها بإملاءات أمريكية؟ نهائيا، الأمر يتعلق بقرارات سيادية أملتها المصلحة الوطنية، وضرورة الدفاع عنها، لا نسعى أبدا بهذه القرارات المؤلمة بالنسبة إلينا، مثلما هي قرارات مؤلمة بالنسبة إلى قطر، لإرضاء أي جهة ولأن الشعب القطري إخواننا وأهلنا وجب تصحيح الأمور وإرجاعها إلى نصابها.
اعتبر وزير الشؤون الخارجية مطالبكم غير منطقية، واستدل بعدم منطقية مطلب قطع العلاقات مع دولة إيران، في وقت تقيم الإمارات علاقات مع إيران، ما رأيكم؟ نحن لنا لدينا قناعة ثابتة أن إيران هي الممول الرقم واحد للإرهاب في المنطقة، وكل مشاكل العالم العربي وتحديدا مشاكل المشرق العربي بدأت ببداية الثورة الإيرانية، والعقيدة الإيرانية القائمة والمدسترة وعليكم بالرجوع للدستور الإيراني تؤكد ضرورة تصدير الثورة الإيرانية، بمعنى نقل هذه الثروة لأبعد الحدود تمهيدا لقدوم ولاية الفقيه، والآن يسعون لنقل عقيدتهم ونشرها في المغرب العربي وهذه العقيدة موجودة في النظام الإيراني، وارتماء قطر في أحضان إيران وتركيا لن يفيدها في شيء، فتركيا أبلغتنا أنها ستبقى على الحياد، وهذا المفترض كون القضية هي قضية منطقة ويجب ألا يتدخل فيها أحد، وهناك دعم دولي لجهود الوساطة التي تلعبها الكويت من قبل الاتحاد الأوروبي والمطالب بالنسبة لنا غير قابلة للتفاوض نهائيا.
ماذا تقصدون؟ أمير قطر يعي جيدا أنه سبق أن وقع على جل هذه المطالب التي تشكل شروطا للتسوية وشكلت مضمون اتفاق والسعودية ستنشر اتفاق والتزام تميم، ولجوء قطر لطلب الحماية العسكرية، من إيران وتركيا لن يجديها نفعا لأن الإجراءات التي لجأنا إليها هي إجراءات اقتصادية وسياسية، وأنتم تتابعون إلى أن مطالبنا ليست بالمستحيلة وتستدعي العقلانية من الحكومة القطرية التي يجب أن تعرف حجمها ووضعها الطبيعي لأنه كل واحد بحجمه.
هل تجاوزت قطر حجمها؟ قطر تغولت وتغولت بعمق بدعم إيراني وتركي، ودعم من جماعات إرهابية من ليبيا من قطر سواء من جماعات الإخوان المسلمين أو غيرها من الجماعات المدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الأممالمتحدة، فأنا استغرب ماذا تريد قطر من احتضانها هؤلاء وعلاقتها المشبوهة معهم، هذه رسالتنا إلى قطر.
ألا تعتقدون أن مطالبتكم قطر بطرد ممثل حركة حماس، تصب في مصلحة إسرائيل أكثر منه أي هدف آخر؟ وماذا يعني؟ وما هو هدفك يا قطر من حماية ممثل حماس ودعمه على حساب الحكومة الفلسطينية أو الفريق الآخر؟ يفترض من قطر أن تسعي إلى توحيد صفوف الفرقاء، وماذا يعني أن قطر تدعم غزة ولا تدعم الطرف الآخر؟ ماذا يعني أنها تحتضن هذه القيادات وتضمن لها الإقامة في فنادق الخمس نجوم والشعب الفلسطيني يعاني الويلات في المخيمات، كل اللاجئين إلى قطر من أمثال هذه القيادات هم مزايدون على القضية الفلسطينية وفقط، والسعودية من أكبر 10 دول وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث دعم القضية الفلسطينية ماديا وعمليا وهو ترتيب وتصنيف أممي، لا قطر ولا إيران ولا تركيا ضمن قائمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية رغم أنهم من أكبر المزايدين، بحماسية وشعبوية فقط، فقطر تكرس الانفصال وهدفها ليس دعم الشعب الفلسطيني، أين الدعم المالي للقضية، وأقولها صراحة وأنبه أن قطر تسعي في كل العالم إلى دعم الأقليات على الانفصال والتشويش على الدول وإثارة الفتن داخلها.
نظرتكم تتطابق والرؤية القائلة إن قطر كانت عراب الربيع العربي؟ أدوار قطر كلها أدوار مشبوهة، بداية بما حصل في تونس وأدوار قناة الجزيرة طبعا في إشعال نار الفتنة، وبعدها ما شهدته ليبيا والدعم القطري ومشاركة القوات القطرية ضمن قوات حلف الناتو، ومصر وأدورها المشبوهة حتى في دول الساحل البعيدة عنها جغرافيا، لا أعرف ما سر اهتمام قطر بالتواجد في مناطق النزاع في العالم وأنت دويلة صغيرة، والمثل يقول رحم الله امرئا عرف قدر نفسه والآن لا بد أن تعرف قطر حجمها وميزانها في المنظور الإقليمي الدولي، وعليها أن تعلم أن المملكة السعودية كدولة بما تمتلك من مقومات حضارية وسياسية وإقليمية وموقع جغرافي أكبر من أن تنازعها، فنحن العمق بالنسبة لدول الخليج، ولو ورجعنا إلى حادثة حرب الخليج الثانية، عندما اجتاح العراق الكويت لولا المملكة بعد الله سبحانه لحدث ما حدث، والمملكة كانت العمق واستوعبت الوضع وأرجعت الأرض لأهلها، وعلى قطر أن تستوعب الدرس وتتعاطى بعقلانية ونحن لا يهمنا سوى مصلحة قطر ومصلحة الشعب القطري، فيما اتخذ من إجراءات والمنطقة ستكون آمنة ومحصنة من تهديدات التطرف.
ألا تعتقدون أن التضييق العربي على قيادات حماس، سيرمي بها في أحضان إيران التي تنظرون إليها على أنها خطر على العالم العربي والإسلامي؟ لماذا يذهبون إلى إيران، لماذا لا يعودون إلى بلدهم، يكفيهم إقامة في فنادق خمس نجوم، بين هذه البلدان، إذا كانوا فعلا أصحاب قضية لماذا لا يعودون إلى أرض القضية وشعب القضية ويفضلون أن يبقوا بعيدين كل البعد عنها، لم نر قيادات وثوار الثورة الجزائرية يقيمون في فنادق الخمس نجوم في القاهرة وتونس وغيرها من الدول التي كانت تحتضن هؤلاء، كانوا موجودين في الجبهة، ليست هذه الفروسية التي نعرف وليس هذا هو الكفاح، وقناعة مني، فبقاء هذه القيادات في قطر، هو تكريس للفرقة والانفصال في وقت هم بحاجة إلى توحيد الصف والكلمة للتغلب على العدو الإسرائيلي، قطر بصدد تنفيذ أجندة إسرائيلية بالعمل على تفتيت الصوت الفلسطيني.
ما تعليقكم على القراءات التي ذهبت إلى الحديث عن تقارب سعودي إسرائيلي؟ هذه قراءات مغلوطة تقف إيران وراء الترويج لها عبر مواقعها ووكالتها الإخبارية، لتشويه سمعة المملكة السعودية والمملكة لم يكن لها أبدا علاقات لا رسمية ولا غير رسمية مع إسرائيل، لم نتواصل معهم يوما ونحن لسنا قطر التي تقيم مكتب لها بإسرائيل ولديهم زيارات وتواصل رسمي بينهما.
وسط كل هذا وترحب إسرائيل بالمقاطعة المفروضة على قطر؟ بغض النظر عن الترحيب أو عدم الترحيب هذا الترويج والقراءات مردود عليها، وأي متابع ذكي سيكون هينا جدا بالنسبة له أن يصل إلى معرفة من هي الأطراف التي تقف وراء قراءات كهذه. القضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية محورية، وجوهرية،لا يمكن أبدا بالنسبة للمملكة أن تقيم أي نوع من العلاقات أو أي تطبيع مع إسرائيل والآن ننفي نفيا قاطعا هذه الأخبار والتسريبات التي تقف وراءها أطراف معلومة بالنسبة لنا وللجميع. وهنا أفضل أن أعرج على قناة الجزيرة التي يصفها البعض بالقناة الداعمة للحريات وهي التي تبعد كل البعد عن ذلك والأقل ما يقال عنها إنها صاحبة أجندة مشبوهة ويديرها أشخاص مشبوهون، ولا أعتقد أن الجزائر أغلقت مكتب الجزيرة وترفض تواجدها بأي شكل من الأشكال من فراغ، ولذلك أحيي قرار ونظرة فخامة الرئيس بوتفليقة البعيدة المدى والذي استشرف بالأدوار المشبوهة لهذه القناة، وكان لديه موقف بعيد النظر وعميق بمنعها من التواجد منذ سنة 2000 ببلدكم فحصنه من مؤامرات، نفذتها في تونس وليبيا ومصر، فهذه القناة هي أبعد ما تكون عن صوت الشعوب والحرية.
كيف ستفرق السعودية بين معاقبة الحكومة القطرية ومعاقبة الشعب القطري؟ استلمنا الرد من قطر، ولم يكن أبدا مشجعا وسيكون اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي بالمنامة قريبا والأكيد ستقدم دول مجلس التعاون على اتخاذ إجراءات متدرجة، لأننا جادون في قطع يد الإرهاب والتطرف في المنطقة وليس لدينا أي استعداد في التراجع عما قطعناه على أنفسنا من تعهد في القمة الإسلامية الأمريكية في قطع دابر الإرهاب ونقف لنمد أيدينا لكل من يقف في جبهة محاربة الإرهاب، ولن نتراجع ومتأكدون أننا لن نصل إلى نتيجة إلا بالضغط بكل ما نملك من وسائل لإجبار قطر على الخضوع والالتزام بالقرارات التي ستتخذ.
يعني أن السعودية وحلفاءها متمسكون بجميع المطالب؟ السعودية متمسكة بمطالبها كاملة ولن نتراجع عن أي مطلب،لأنها شكلت بنود وثيقة رسمية موقعة من قبل أمير قطر الشيخ تميم.
إلا تعتقدون أن ملامح انسداد في الأفق؟ لا بالعكس، نحن نرى أن هناك إجماعا وإرادة جماعية لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة ونحن في نفس القارب مع حلفائنا، وكل من يقف مع الضفة الأخرى فهو داعم للإرهاب والتطرف، ويكفي ما شهدناه من عبث في المنطقة بسبب سياسة قطر، التي تتحمل الاهتزازات التي تشهدها في كل الدول العربية.
تعليقات كثيرة ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي حول سر القلادة السعودية لرؤساء أمريكا وسقوط أنظمة غربية، ما تعليقكم؟ زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة هي زيارة رمزية وتشريف، وجرت العادة أن أول وجهة لرؤساء أمريكاالمكسيك أو كندا هذه المرة اختار أن تكون زيارته ذات طابع ديني، ودعوة السعودية لرئيس أمريكا أردنا من خلالها تصحيح رؤية خاطئة حول الدين الإسلامي فجاء إلى السعودية وأبرزنا سماحة الدين الإسلامي وانتقل بعدها إلى إسرائيل من أجل الديانة اليهودية وبعدها الى الفاتكان من أجل الديانة المسيحية في زيارة محبة بين الأديان ليس أكثر ولا أقل ودعوتنا الرئيس ترامب فضلنا جعلها لقاء بينه وبين زعماء الدول الإسلامية والتقى 55 رئيس دولة وتحادثوا وتبادلوا وجهات النظر وأردنا التأثير على وجهة النظر الغربية الأمريكية التي غالبا ما تربط بين الإسلام والإرهاب، ونحن نريد الفصل نهائيا في هذه الثنائية، فهناك إرهاب مسيحي وهناك إرهاب يهودي وهناك إرهاب إسلامي متشدد، وهدفنا من الزيارة كان تصحيح الرؤية وإظهار مدى عالمية الإسلام كدين تسامح ومحبة، ومخرجات القمة، كانت ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف وإقامة مركز لمحاربته، مثلما الجزائر تسعى لمكافحة الإرهاب.
هناك انتقادات كبيرة طالت ما قدمته المملكة من مشاريع فاقت 460 مليار لإدارة ترامب، ما تعليقكم؟ مكانة المملكة السعودية الإقليمية تتطلب امتلاكها قوة عسكرية، مثلما هي قوة اقتصادية وسياسية والقوة العسكرية لا تتأتى بالكلام فقط، بل بالعتاد المعدات وأغلب العقود هي صفقات تصنيع سلاح وليست عقودا آنية بل عقود طويلة المدى تتطلبها المرحلة ومكانة السعودية الإقليمية في المنطقة ولدينا عقود مماثلة مع دول أخرى كألمانيا والصين وكندا، والمملكة تستثمر في كل دول العالم العربي التي لديها مناخ استثمار جذاب، فهي لديها استثمارات ضخمة جدا في أغلب الدول العربية السودان ومصر وغيرها ليس لدينا أي مشاكل في الاستثمار في البلدان العربية.
ما هي سيناريوهات وأفق الأزمة الخليجية في ظل تصلب المواقف؟ مطالبنا واضحة ولا رجعة عنها والمملكة وصلت إلى نقطة اللاعودة، لأنها مهددة في أمنها الوطني، ورد قطر كان سلبيا وغير مشجع تماما، هناك اجتماعات ستتم ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي والقرارات القادمة ستكون أكثر حزما وتصاعدية لإلزام وإجبار الحكومة القطرية على الامتثال فالمنطقة لم تعد تحتمل عبث قطر، وإمهالها والسكوت عنها جعلها تتمادى، وسنكشف حقيقة قطر بالوثائق والتسجيلات ولن تنفعها قناة الجزيرة المؤدية المشبوهة وتقاريرها المغلوطة، وضيوفها المطرودين من بلدانهم.
ننتقل إلى الشق المتعلق بالعلاقات الجزائرية السعودية، مقدمين على موسم الحج، هل من إجراءات جديدة اتخذتها السعودية لتأمين موسم الحج؟ من دون شك، فالسعودية سعيدة وتحمل على عاتقها شرف خدمة الحجاج وتسخر كل إمكانياتها وأجهزة الدولة مسخرة منذ شهر رمضان، وذلك لضمان حج آمن ومستقر، ويتميز هذا الموسم بعودة جميع الحصص وكل الدول ستكون حاضرة، والعدد سيكون كبيرا ومكتملا مثلما كان سنة 2012، وبعودة إيران كذلك التي قاطعت الموسم الماضي، سيكون العدد كبيرا، والمملكة تقف على قدم وساق بتسخير الإمكانيات الإدارية والأمنية لإنجاح الموسم.
كم تتوقعون أن يصل عدد الحجاج هذا الموسم؟ ما بين 2.5 و3 ملايين حاج، وبحول الله سيكون الموسم آمنا ومستقرا بعد أن استكملت السلطات السعودية عمليات توسعة الحرم المكي، وافتتاح توسعت الملك عبد الله، وصحن المطاف بإمكانه استيعاب عدد أكبر من الطائفين والمسعى والمشاعر والنقل فيها، وقطار مكةالمدينة سيدخل حيز الخدمة هذا الموسم لنقل الحجاج، كلها جزء من منظومة متكاملة لخدمة الحجاج ومن بينهم حجاج الجزائر المرحب بهم إنشاء الله، وأتوقع أن يكون حج هذه السنة آمنا.
الجزائر التي استعادت حصتها المقدرة ب36 ألف حاج، وتبقى من بين الدول الإسلامية القليلة الأكثر إقبالا على موسم العمرة، ألا تفكر المملكة التي تعتمد معيار الكثافة السكنية في الأخذ بهذا المعيار في مراجعة حصة الجزائر؟ الحصص تعتمد وفقا لمضمون الاتفاق المتوصل إليه في إطار منظمة التعاون الإسلامي وقاعدة1 في الألف، من الكثافة ومراجعة المبدأ يتم ضمن نفس الإطار وباستشارة كل الدول الأعضاء ضمن هذه المنظمة وكل الظروف مهيأة لمراجعة حصص الدول، خاصة بعد إنهاء عملية التوسعة ومع رؤية المملكة 20-20 وبعدها 20-30 سيكون بإمكان المملكة وفق الرؤية الأولى استقبال 5 ملايين حاج، وبالتالي ستتم مراجعة حصص كل الدول بما فيها الجزائر.
تدفق الجزائريين على عمرة رمضان كان كثيفا، كم وصل تعدادهم؟ أحصينا 416 ألف معتمر خلال الموسم الكامل للعمرة، ووصل تعداد المعتمرين الجزائريين خلال شهر رمضان 120 ألف معتمر والجزائر رقم 2 بعد مصر في ترتيب الدول العربية وتأتي في الرتبة الخامسة أو السادسة، ضمن تصنيف الدول الإسلامية بعد باكستان والهند وتركيا وإيران ومصر، والعدد يتطور بشكل سريع في موسم العمرة.
كيف ستتعامل السفارة السعودية مع طلبات التأشيرات التي تتجدد مع كل موسم حج وسبق لنا أن وقفنا على طوابير في السنوات القليلة الماضية؟ لا أعتقد أن مشهد الطوابير سيتكرر هذه السنة، لأننا طورنا علاقات تعاون مع الديوان الوطني للحج والعمرة وخلال موسم العمرة هذه السنة جعلنا تعاملنا في التأشيرات مباشرا وحصريا مع الديوان الوطني للحج والعمرة، الأمر الذي جعل الوكالات السياحية مجبرة على المرور عبر الديوان وتصلنا عبر مندوبين معتمدين، هذه المنظومة سمحت بمنح تقريبا ما بين 2000 و3000 تأشيرة بصفة دورية، من دون التعاطي مع أرتال بشرية، أما القادمون بحثا عن تأشيرات خارج هذا الإطار فالمصالح الأمنية تتولى الأمر بإرشادهم، وأفضل أن أشيد باللفتة الطيبة لفخامة الرئيس الذي أقر قرعة استثنائية لكبار السن ممن شاركوا في القرعة أكثر من 10 مرات، من دون أن يسعفهم الحظ وهذه الرؤية الحكيمة ستحل جزءا من المشكل.
هل لكم أن توضحوا لنا ما هي تأشيرة المجاملة ومن هي الفئة المعنية بهذه التأشيرة؟ تأشيرة المجاملة هي شيء سيادي للسفارة وهي بأعداد بسيطة جدا تمنح لمسؤولين كبار وإطارات دولة، ولا تمنح لأي كان فهي تحمل معناها في تسميتها، لكن تستخدم شماعة أحيانا لتفسير بعض التشويش الذي يتسبب فيه الحجاج من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج على البعثة الجزائرية، إلا أنني أؤكد أن فيزا المجاملة أو حج المجاملة هي لأعداد صغيرة جدا ولفئة معينة لديها حجوزات في الفنادق وترتب كل أمورها قبل المغادرة ولا يمكن أن تشكل مصدر تشويش، وهذه المرة ستكون عملية ضبط أكبر.
العلاقات الاقتصادية بين الدول تصنع الفارق، كيف تقيمون هذا الشق في العلاقة بين الجزائر والسعودية؟ العلاقات الجزائرية السعودية شهدت تطورا كبيرا لدينا أزيد من 22 زيارة متبادلة بين مسؤولي البلدين وزيارة الوزير الأول السابق إلى الرياض كانت أهمها، كما عقدنا اجتماع اللجنة المشتركة، وهناك رؤية متطابقة للتعاون الاقتصادي إلا أنه يبقى دون المأمول.
ما هو رقم المبادلات التجارية بين البلدين؟ وصلت إلى 600 مليون دولار، لكن بالنسبة لنا هو رقم غير مقنع بتاتا، ولا يعكس مكانة البلدين كقوتين، لدينا رؤية لمجموعة من المشاريع الاقتصادية الكبرى نحن بصدد تباحثها بين الشركات في القطاع العام والخاص في العددي من المجالات، ننظر إليها على أنها ستكون منتجة في الجزائر أعتقد أن توفير البيئة الاستثمارية هو الشرط الأساسي لإقناع المستثمر.
كيف تنظرون إلى مناخ الاستثمار؟ هو رائع لكن بحاجة إلى تنظيم بعض القوانين ذات العلاقة بالمنظومة المصرفية، والإدارية، وتحسين المناخ أكثر لتدليل أي صعوبة تقف في وجه الراغبين في الاستثمار.
معلوماتنا تؤكد أن أصحاب رؤوس الأموال في السعودية عبروا عن امتعاض من قاعدة الاستثمار في الجزائر 51- 49؟ أبلغنا السلطات في الجزائر بملاحظتنا تجاه هذه القاعدة وطلبنا بصفة رسمية من الجزائر استثناء بعض المشاريع الكبرى الاستراتيجية المهمة من هذه القاعدة، وإسقاطها عنها عندما أتحدث عن المشاريع الفلاحية هي بحاجة إلى استثنائها من القاعدة، والمشاريع الطاقوية، أيضا فلتوطين مشاريع توفر على الجزائر استنزاف العملة الصعبة مثلا في قطاع شعبة الحليب التي تستنزف مليارا ونصف المليار دولار من العملة الصعبة على الجزائر إسقاط القاعدة وباقي القطاعات لا إشكال في الإبقاء على القاعدة ولدينا استثمارات كثيرة تخضع لها.
أين وعود المشاريع ب10 ملايير دولار التي شكلت محور محادثات آخر زيارة للوزير الأول الجزائري إلى الرياض؟ مازلنا في محادثات ونبحث عن مخارج لتجسيدها، وهناك أشياء ممكن أن تتم وأعتقد أن القاعدة ليست صعبة وحجبها عن بعض القطاعات ممكن، والمشاريع ستقام في الجزائر ولأصول استثمارية كبرى بحاجة إلى نوع من الأمان.
تلقى خادم الحرمين الشريفين دعوة لزيارة الجزائر؟ الدعوة قبلت من لدن خادم الحرمين الشريفين وانطلقنا في التحضير لهذه الزيارة وممكن جدا أن تتم خلال الأشهر القليلة القادمة.