أطق نشطاء سياسيون و حقوقيون و جمعويون أمس دعوات لتنظيم "مسيرة مليونية" في الجزائر خلال أول جمعة من شهر رمضان تنديدا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.وذكر النشطاء في نداءات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "الشعب الجزائري سينتفض عبر كل الولايات في مسيرات سلمية تضامنا مع المسجد الأقصى وتنديدا بقرار ترامب منح القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب". إلى ذلك علمت "البلاد" أن المديرية العامة للأمن الوطني شرعت في اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين موقع السفارة الأمريكية بعد "تهديد" غاضبين بالزحف عليها احتجاجا على مواقف واشنطن الأخيرة المنحازة لاسرائيل.وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس الأمريكي دولاند ترامب يتلو خطابا متلفزا تم بثه في مراسم الافتتاح بالقدس مشددا فيه أن "القدس هي العاصمة التي أسسها الشعب اليهودي لنفسه في الماضي السحيق"،كانت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر تنبض ببث نداءات على صفحات خاصة تدعو لحشد الجماهير "للخروج في احتجاجات مليونية ضد الخطوة الأمريكية". و أوضح النشطاء أن " المسيرة المليونية في الجزائر تأتي من أجل الدفاع عن القدس عاصمة أبدية لكل فلسطين، والتصدي للقرار الصهيو-أمريكي الذي يستهدف مقدساتنا وثوابتنا باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني عبر الإعلان عن ما يسمى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على أساس كونها عاصمة للكيان الصهيوني".ودعت صفحة "نصرة الأقصى" كافة "أبناء الشعب الجزائري وقواه الحية السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، إلى المشاركة بكثافة في المسيرة،و طالبت "بإعلان جزائري رسمي لمناهضة كل أشكال التطبيع العربي مع العدو الصهيوني والصهاينة، ومن أجل مبادرات عملية على المستوى الرسمي كفيلة بحماية القدس وتحريرها والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وضدا على كل المتآمرين والعملاء". وتلقت مصالح الأمن بالعاصمة، تعليمات صارمة لتعزيز محيط السفارة الأمريكية من خلال الحواجز الأمنية في كل من الأبيار وحيدرة والمدنية وبن عكنون ورفع حالة اليقظة، لمنع أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية أمامها، بعد أن أطلق ناشطون على "الفايسبوك'' دعوة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة.ونددت العديد من دول العالم بالاجراء الأمريكي، ونفت بريطانيا وجود خطط لنقل سفارتها إليها أسوة بأميركا، كما نددت روسيا و تركيا و إيران و الأردن بالخطوة الأميركية، في حين أعلنت جامعة الدول العربية عزمها عقد اجتماع على مستوى المندوبين الأربعاء القادم. وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الحكومة البريطانية ليست لديها خطط لنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى القدس. وفي موسكو اعتبر الكريملين أن افتتاح السفارة الأميركية بالقدس يصعد حدة التوتر في المنطقة.من جهته، قال رئيس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن الإدارة الأميركية تتصرف بعدم نضج وتنتهج أسلوب المغامرة، وذلك تعليقا على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.وخلال اجتماع اللجنة الدائمة لفلسطين في طهران دعا لاريجاني الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لدعم جاد وإجراءات عملية للتصدي لممارسات الإدارة الأميركية تجاه القدس.وسبق ذلك تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قال فيه "نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية".