اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، غلام الله بوعبد الله، أن الجزائر ليست بمنأى عما يحدث في العالم العربي ولكن يمكن تجنب هذا الأمر بواسطة تفويت الفرصة على الأطراف التي تسعى لاقتيادنا إلى نفس الأوضاع التي تشهدها بعض البلدان العربية، مشيرا إلى أن الفتنة تظهر من منطلق مشاكل حقيقية موجودة يتم استغلالها فيما يثير الناس، داعيا الشباب إلى عدم الإصغاء إلى الإملاءات. ولم يخف الوزير قلقه إزاء الحراك الحاصل في العالم العربي. كلام الوزير كان خلال ندوة صحفية عقدها على هامش افتتاح الندوة الأولى حول الأبعاد الروحية والإنسانية للحضارة بتلمسان، حيث أشار غلام الله إلى المراحل التي قطعتها الجزائر من أجل استتباب الأمن كالوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية، معتبرا أن هذه الخطوات جاءت لترسيخ الأمن في بلادنا. وخلال نفس الندوة الصحفية، تطرق الوزير إلى جملة من القضايا المهمة. وفي معرض رده على سؤال يتعلق بمستقبل مشروع مسجد الجزائر، أوضح الوزير أن كافة الإجراءات تسير وفق رزنامتها، حيث تقدمت 7 شركات بعروضها لإنجاز مسجد الجزائر وسيتم فتح الاظرفة في شهر سبتمبر القادم. وفي سياق حديثه عن النقاش الذي سعت فرنسا لفتحه بشأن الإسلام، أوضح وزير الشؤون الدينية أن فرنسا ليس من حقها فتح نقاش حول الديانات باعتبارها دولة علمانية، مؤكدا أن مسجد باريس نأى بنفسه عن هذا النقاش. وتطرق الوزير إلى الخلفيات التي تسعى إليها فرنسا من وراء هذا النقاش لتطابقه مع وجهة نظر الفاتيكان. وعن الزيادة في أجور الأئمة، أوضح الوزير أن المنح والتعويضات ستصب في حسابات الأئمة بأثر رجعي منذ 2008 في أواخر هذا الشهر. وكان الوزيرأكد أن ما يشهده العالم الإسلامي من حراك اليوم مرجعه إلى القوميات وما نتج عنها من صراع، وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الندوة الأولى حول الأبعاد الروحية والإنسانية للحضارة بتلمسان، صباح أمس، بكلية الطب ضمن برنامج وزارته للمشاركة في تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، إن ''ما يحدث في العالم الاسلامي سببه القوميات والعصبيات، لكن إذا ما تجول المسلم في البلاد الاسلامية سيجد ما يبحث عنه''، وأضاف غلام الله خلال نفس الكلمة التي ألقاها بالمناسبة قائلا: ''إننا الآن لم نتعظ من فتنة الخوارج ومازالت نفس الأسباب والأساليب تتسبب في الاقتتال والنزاعات في العالم الإسلامي''، حيث عدّد قبل ذلك التطور الذي عرفته الجزائر في البنية التحتية والهياكل والمؤسسات التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال.