وزارة الصحة تنفي برمجتها أي لقاء مع تنسيقية المضربين قررت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين، العودة لأداء المناوبات الليلية على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية عبر الوطن، بداية من الأربعاء وذلك في الفترة ما بين الرابعة مساء إلى الثامنة صباحا، في خطوة للتخفيف من معاناة المرضى عشية عيد الفطر المبارك واعلن الأطباء المقيمون عن قرار العودة إلى العمل بصفة كلية في حال التوصل لحلول مرضية. وتأتي هذه الخطوة، حسب بيان أصدرته أمس تنسيقية "كامرا" تحوز "البلاد" على نسخة منه، في سياق إبراز حسن نية الأطباء المقيمين في حلحلة الأمور والعودة إلى طاولة الحوار، التي ربطها وزير الصحة مختار حسبلاوي بعودة المقيمين إلى مناصب عملهم وتداول معلومات عن انعقاد اجتماع بين الوزارة والمقيمين قبل عيد الفطر بعد موافقة المضربين على استئناف العمل في المناوبات مع تمسكهم بمطالبهم المرفوعة منذ 14 نوفمبر الماضي. وكانت الجمعيات العامة للمقيمين قد خرجت أمس بقرار مقاطعة امتحانات التخصص التي برمجتها وزارة التعليم العالي من الفاتح إلى 19 جويلية المقبل، في الوقت الذي أبقت فيه على خيار العدول عنه في حال تم فتح أبواب الحوار والاتفاق على رزنامة جديدة تكون مستوفية للشروط القانونية من حيث تنظيم دورة استدراكية واحترام مهلة المراجعة التي تحددها النصوص السارية بشهر. فيما اعتبرت نقابة الأساتذة الاستشفائيين الامتحان المبرمج بالمفتقد لأي سند قانوني، لأن الإجراءات المتبعة مخالفة لما تعودت عليه الوزارة في السنوات الماضية مع الامتحان نفسه، ناهيك عن أن الرزنامة تأتي مع استمرار الإضراب وهو ما يجعل احتمال المقاطعة واردا، داعية المعنيين إلى التعقل من أجل حل المشاكل العالقة. من جهتها، تشير مصادر من التنسيقية إلى أن الجمعيات العامة صوتت بالأغلبية على قرار مقاطعة الرزنامة الجديدة لوزارة التعليم العالي لأنها غير منطقية ولا يمكن للمعنيين بها إجرائها، خاصة مع تواصل الإضراب الذي دخل شهره الثامن ومعلوم أن مقاطعة امتحان نهاية التخصص للمرة الثالثة على التوالي سيضع وزارة الصحة في مازق حقيقي، حيث سيتعطل التحاق دفعة الاطباء الاخصائيين الجدد بمناصب عملهم في إطار الخدمة المدنية وكان مفروضا تسلمهم لمناصبهم خلال شهري مارس وماي الماضيين، ما يعني أن هذه المناصب شاغرة حاليا الامر الذي ستترتب عنه ازمة، لا سيما في الولايات الداخلية ومنطقة الجنوب. وفي سياق آخر، نفت وزارة الصحة برمجتها أي لقاء مع الأطباء المقيمين مثلما تداولته بعض الأوساط الإعلامية حول لقاء مبرمج غدا. واشترطت الوزارة عودة الأطباء الى العمل من اجل إعادة فتح باب الحوار وهو ما يبين عزم الوزارة على حسم المعركة الإعلامية لصالحها، فيما تبحث تنسيقية الأطباء المقيمين على خروج مشرف من الأزمة يحفظ لها ماء الوجه بعد أزيد من سبعة اشهر من الإضراب تعرض فيها الأطباء لشتى أنواع الضغوط والتعنيف اثناء الاعتصامات فضلا عن تجميد أجورهم لمدة 6 اشهر، ورغم هذا ظل المضربون متمسكين بالقبضة الحديدية مع الوزارة التي تلقت طيلة الفترة انتقادات لاذعة من مختلف الاوساط السياسية والإعلامية بسبب صمتها وتجاهلها الأطباء على حساب تعفن الوضع داخل المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية والعمليات الجراحية ولا تزال لحد الساعة الضبابية تخيم على موقف وزارة الصحة وما تنوي اتخاذه من إجراءات ملموسة حيال انشغالات الأطباء لضمان تجميدهم النهائي للإضراب.