استنفد نظام المخزن المغربي كل وسائل الدعاية المغرضة ضدّ الجزائر منذ اندلاع تداعيات الأزمة الليبية، مستعينا هذه المرة بترسانته الإعلامية الفضائية والإلكترونية، بهدف توريط الجزائر في الأحداث الجارية على الأراضي الليبية. وفي هذا السياق، أطلقت المجلة الإلكترونية ''مغرب أنتليجانس'' الناطقة بلسان الاستخبارات المغربية. ادعاءات غير مؤسسة ومكشوفة، عبر مقال نشرته في عددها الأخير الصادر بتاريخ 4 أفريل الجاري، تحت عنوان استفهامي يحمل في طياته إشارات الاتهام والتوريط، متسائلة ''كيف وقعت الجزائر في فخّ مرتزقة القذافي؟''. وقد أوردت المجلة المذكورة في مقالها معلومات صادرة عن نظام المخزن، وحرّرتها على شكل معلومات مؤكدة متجاهلة أن الإعلام الدولي المتواجد في قلب الأراضي الليبية يملك كل الحقائق المحيطة بالأزمة وجميعها تعكس تضليل وسائل الإعلام الموالية للنظام المغربي. وما نقلته المجلة من معلومات تقصد من ورائها إظهار الجزائر وسلطاتها في صورة هزيلة، لا يعتبر ضعفا ولا خوفا من مصير مشابه لما حدث في عدة دول عربية مؤخرا، وإنما يعدّ احتياطا وواجبا لحماية أراضيها ومواطنيها من الخطر الناجم عن تدهور الأوضاع في ليبيا والدول الأخرى خاصة زحف عناصر تنظيم القاعدة المشتتة عناصره هنا وهناك بفضل الضربات الموجعة التي وجهتها قوات الأمن الجزائرية في معاقله لحماية كل دول الجوار من خطرها، ويحاول الآن الاستثمار في الأزمة الليبية لإعادة بناء هياكله وتعزيز عناصره من خلال تسليح عناصره في كل الدول التي يتواجد فيها. المجلة حين اعتبرت أن ''السلطات الجزائرية تعيش ذروة القلق بسبب ما يحدث على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا، من خلال مسارعتها لتعزيز تواجد قوات الأمن للتصدي خشية دخول أسلحة تتهم أن الجزائر سلمتها للقوات الموالية للعقيد وذلك من باب التقليل من قدرة قوات الأمن الجزائرية في ردع جميع من يحاول اقتحام الحدود الوطنية وبحوزته أسلحة أو مخدرات، لا يعني ذلك خشية من ''انقلاب السحر على الساحر'' بما تدعيه حين ذكرت أن الجزائر قامت بتسليح القوات الموالية للقذافي مثلما اتهمت قبل ذلك عناصر جبهة البوليساريو بتورطها في الأحداث التي تشهدها ليبيا، وإنما يعني ذلك بقاء الجزائر في ريادة الدول التي لا تزال تكافح الإرهاب الدولي وعن مدى قدرتها في التصدي له، بدليل أن قوات الأمن تمكنت من القضاء على إرهابي خطير تابع للقاعدة حاول الدخول إلى التراب الوطني. وراحت أكثر من ذلك أن تُورد معلومات خاطئة حول أن قوات الأمن الجزائرية استرجعت قطع أسلحة مهمة تابعة للقوات الموالية للقذافي وذلك في عمليات تمشيط في كل من المدية والأخضرية.