تسلم عبد القادر بن ڤرينة قيادة حركة البناء الوطني، من مصطفى بلمهدي الذي آثر الابتعاد نظرا لظروفه. وجاءت كلمة بن ڤرينة، أمس بالعاصمة، مفعمة بالرغبة في بناء وحدة مع الحزب الأم، حركة مجتمع السلم، الذي كان رئيسه عبد الرزاق مقري حاضرا في القاعة التي شهدت مراسم تسليم واستلام المهام. بدأت حركة البناء الوطني، المحسوبة فكريات على تيار الإخوان المسلمين بالجزائر، مرحلة جديدة بانتخابها الوزير السابق عبد القادر بن ڤرينة رئيسا لها خلفا للشيخ مصطفى بلمهدي الذي يعد رفيق درب الراحل محفوظ نحناح، وأحد مؤسسي حركة المجتمع الإسلامي التي تحولت لاحقا إلى حركة مجتمع السلم. وحدث هذا التغيير في حركة البناء الوطني التي أصبح فيها الأمين العام أحمد الدان نائبا لرئيس الحركة، استجابة للحركية التي يعرفها المشهد السياسي في البلاد، والتي تتطلب، حسب قيادييها، أن تكون قيادة الحركة حاضرة ومتفاعلة مع الأحداث، وهو ما لم يعد قادرا على القيام به الشيخ مصطفى بلمهدي بسبب دورة الحياة التي فرضت منطقها عليه. ولم تتضح بعد معالم الوحدة التي ينشدها عبد القادر بن ڤرينة والتي تحدث عنها مطولا في كلمته، والتي بادله فيها رئيس حمس، عبد الرزاق مقري، نفس المعنى بقوله إن “مدرسة الشيخ نحناح سيلتئم شملها من جديد”. وقال بن ڤرينة في تصريح على الهامش: “نحن في حركة البناء الوطني، جاهزون لأي وحدة اندماجية مع الإخوة في النهضة والعدالة ومع حمس ابتداء من غد وجاهزون لوضع الترتيبات والتنازل من أجل ذلك”. وحول تأثير هذه الوحدة المنشودة مع حمس على التكتل الآخر الذي تنشط فيه حركة البناء، ذكر وزير السياحة السابق: “ندعو إلى تمتين وبعث الروح في الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء، ونعمل لتحقيق وحدة مع الإخوة في حركة مجتمع السلم، وإذا توفرت النية سنجد فرصة بيننا وبينهم لإيجاد تخريجات، لكيفية الاتحاد مع حمس”. وأضاف: “لم أطلب من الإخوة في حمس أن يأتوا إلى حركة البناء، وليس مطلوبا من الإخوة في البناء أن يعودوا لحمس، وإنما نريد أن نبني وحدة جديدة، في إطار منهج الشيخ محفوظ نحناح”. واعترف بن ڤرينة بأن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، يعاني من أزمة داخلية يتم العمل على تجاوزها، مرجعا السبب إلى أن “التحالفات في الجزائر لا تزال فتية ونحن نتدرب جميعنا وهناك صعوبات موضوعية إذ لابد من وحدة فكرية تؤدي إلى التماسك التنظيمي”. وقال: “الاتحاد تعتريه بعض التعثرات الموضوعية، التي نعمل على تجاوزها. وبيننا وبين الإخوة الشركاء في حركة النهضة والعدالة مجموعة من الشروط والمبادئ، وسنسعى جاهدين من أجل تنفيذها على أرض الواقع، وهناك بند الورقة التنفيذية بأن الاتحاد من أجل النهضة والبناء مفتوح ومسموح له التوسع لغيره من المكونات الإسلامية والوطنية الأخرى، فليس هذا بديلا عن الاتحاد من أجل النهضة والبناء، وإنما دور مكمل لذلك”. وبشأن الصيغة التي يقترحها حزبه لتمتين العلاقة بين الأحزاب الإسلامية، أشار بن ڤرينة إلى أنه “قد تتم الوحدة الاندماجية بين النهضة والبناء والعدالة، ثم تتم وحدة أخرى بينهم الثلاثة وبين حمس، بحيث يتشكلون في وعاء جديد متفق عليه بين الأحزاب التي لها الرغبة بتسمية جديدة وبوعاء جديد ومؤسسات جديدة وبلوائح وقيادات جديدة”. ولم يستثن رئيس البناء الجديد، بناء تحالفات جديدة مع أحزاب في الساحة خارج الوعاء الإسلامي، وقال: “نحن مفتوحون على كل مكونات الساحة من وطنيين وديمقراطيين من أجل قواسم مشتركة، من أجل تحالفات وحوارات لأننا جاهزون للتنازل من أجل المصلحة العليا للوطن”.