البلاد - ليلى.ك - دعت نقابات التربية مصالح الوزيرة نورية بن غبريت الى التدخل العاجل لهدم المؤسسات التربوية المبنية من مادة الأميونت عبر مختلف ولايات الوطن، المسببة للسرطان حسب تأكيد الخبراء، وفتح مؤسسات جديدة خلال الموسم الدراسي المقبل تستجيب للمعايير المعمول بها خدمة لمصلحة المتمدرسين والأساتذة والموظفين. لا تزال معاناة التلاميذ والمعلمين والأساتذة في عدد من الولايات على غرار بجاية، البويرة، الجلفة والعاصمة وغيرها مستمرة مع خطر مادة "الأميونت" المتواجدة ببعض المؤسسات التعليمية، رغم شكاوى الأولياء والنقابات. وحذرت نقابات التربية في هذا الشأن من استمرار الدراسة في مثل هذه المؤسسات عبر بعض الولايات. وقال في هذا الشأن المنسق الوطني للساتاف، بوعلام عمورة، إن التنظيم سبق له أن راسل مصالح الوزيرة بن غبريت لإغلاق المدارس التي بها مادة الأميونت، إلا أن الوضع لايزال على حاله مثلما هو الحال لمتوسطة الشهيد أكفادو ببجاية المنجزة بالأميونت 1985 والتي لا يزال التلاميذ يدرسون بها، كما هو الشأن بالنسبة لمطعم المؤسسة. وأشار عمورة إلى ابتدائية تنيري المجاورة للمتوسطة التي تعاني أيضا من المشكل نفسه وهو ما يعرض حياة المتمدرسين والأساتذة والموظفين لخطر الإصابة بالسرطان خاصة أن هذه المادة منعت من قبل السلطات العمومية لتسببها في سرطان الرئة، وتم منعها في البناء، لاسيما في المؤسسات التربوية. ودعا التنظيم على لسان المتحدث أمس في تصريح ل«البلاد" مصالح بن غبريت الى هدم كل المؤسسات المبنية بالاميونت لأنها تشكل خطرا على صحة التلاميذ والمؤطرين من الأساتذة والإداريين وتعويضها بأخرى تتماشي والمعايير المعمول بها في باقي دول العالم التي حظرت استعمال هذه المادة وهو ما أكده ممثل نقابة أسنتيو، قويدر يحياوي، الذي أكد اليوم في تصريح ل«البلاد" أن هناك مؤسسة في ولاية الجلفة تعاني من هذا المشكل، وطالب الوصاية بضرورة إغلاق جميع المؤسسات المبنية من مادة الأميونت عبر مختلف الولايات حفاظا على سلامة وصحة المتمدرسين والموظفين. وأشار يحياوي إلى أن انجاز هذه المؤسسات كان في البداية لفترة مؤقتة او لفترة قصيرة انتقالية كبناء جاهز لتمدرس التلاميذ إلى حين بناء مؤسسات أخري وإغلاق هذه المؤسسات المبنية من الأموينت، لكن عدم إغلاق هذا المؤسسات وبقاءها لعشرات السنين في الخدمة وإلى يومنا هذا يعد جريمة في حق الطفولة وجريمة في حق العاملين فيها من أساتذة وموظفين وعمال بسبب الأمراض التى يمكن أن تسببها هذه المادة الموجودة في البنايات. مزيان مريان المنسق الوطني للسنابست دعا بدوره الوزارة الوصية الى ضرورة إغلاق جميع المؤسسات المبنية من الأميونت مع الدخول المدرسي المقبل. وأشار الى إصابة موظفين بسرطان الدم بسبب العمل في مثل هذه المؤسسات مثلما هو الحال لعضو المكتب الوطني للتنظيم الذي كان يعمل بالثانوية التقنية المنجزة بمادة الأميونت وتوفي بعد اصابته بسرطان الدم لتقوم السلطات المختصة بهدم هذه الاخيرة. وشدد على ضرورة التحرك بشكل مستعجل لتفادي تسجيل اصابات جديدة في أوساط الموظفين أو التلاميذ. هذا ويؤكد الأخصائيون في مجال البيئة، أن مادة الأميونت تصنف كنفايات خطيرة سرطانية وسامة حسب المرسوم التنفيذي 2006/104، الذي يتضمن قائمة النفايات المصنفة خطيرة، سامة أو سرطانية، والأميونت ضمن هذه القائمة، كونها تشكل خطرا عند تراكم سنوات المكوث بها، حيث تتطاير الألياف التي تسبب السرطان، ما ينذر بخطر الإصابة. وأكد أولياء التلاميذ أن الوضع بات يستدعي التدخل الفوري لوزارة بن غبريت والمصالح المحلية عبر الولايات للنظر في مشكلة مادة الأميونت الفتاكة التي لطالما عانى منها التلاميذ والأساتذة في عدد من الولايات، إلا أنهم لم يتحصلوا إلا على وعود لم تجسد على أرض الواقع الى غاية اليوم. من جهته وجه النائب عن تجمع أمل الجزائر، ويشر عبد الغني، سؤالا كتابيا إلى وزيرة التربية، يخص تلاميذ ابتدائيات البويرة. وأشار البرلماني عبر صفحته بالفايسبوك إلى أنه تم الكشف عن وجود مؤسسات تعليمية مبنية بمادة "الأمنيوت" المسرطنة ببلديتي سوق الخميس وآيت لعزيز. وأوضح النائب أن هذه المادة، تم منعها من قبل المنظمة العالمية للصحة، والتي كانت وراء وفاة الملايين في العالم وطالب الوزيرة بالتدخل العاجل لإعادة ترميم وبناء المدرستين، لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ.