سيطر الثوار الليبيون أمس، بالكامل على مدينة أجدابيا شرقي ليبيا بعد مهاجمتها على مدى يومين من عدة محاور، في حين توقع حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' أن تصبح المهمات العسكرية ضد النظام العقيد معمر القذافي تحت قيادته خلال أيام. وقالت تقارير إعلامية نقلا عن شهود عيان إنه ليس هناك أي وجود لكتائب القذافي بمحيط أجدابيا من الجهة الشرقية، وأربعين كيلومترا من الطريق نحو مدينة البريقة. وأوضحت أن الثوار شنوا هجمات بالليل وصباح أمس من أكثر من اتجاه وقتلوا وأسروا عددا كبيرا من كتائب القذافي بينهم مرتزقة. لكنهم جوبهوا بقتال مستميت من الكتائب نظرا لحيوية واستراتيجية أجدابيا والخوف من سقوط مدن خلفها كمدينة سرت معقل ومسقط رأس القذافي وكانت طائرات التحالف شنت غارات للحد من القدرة النارية لكتائب القذافي على المدخلين الغربي والشرقي لأجدابيا مما جعل الثوار أكثر تنظيما من ذي قبل، واستطاعوا القيام بما وُصف بمحاولات التفافية ضد قوات القذافي. وفي غضون ذلك، تم أسر اللواء بلقاسم إبراهيم القانقا، وهو آمر سلاح المدرعات في ليبيا ورجل المهمات الخاصة للقذافي، في مدينة إجدابيا بعد ''تحريرها''. والقانقا هو عضو فيما يسمى حركة الضباط الوحدويين الأحرار، والتي أسسها القذافي للقيام بالانقلاب العسكري عام .1969 ويعتبره ''شباب ثورة 17 فيفري'' من العناصر التي كانت وراء جرائم الإبادة التي تعرضت لها مدينة الزاوية مطلع هذا الشهر، والتي أسفرت عن أكثر من ألفي مفقود من الزاوية وفق مصادر بالثوار. وفي السياق ذاته، قال أحد سكان منطقة تاجوراء شرقي طرابلس إن ''ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وحطمت بعض الواجهات الزجاجية''، مضيفا أن ''الغارة استهدفت موقعا عسكريا للرادارات لا تزال النيران مشتعلة فيه''. وكانت مدينة مصراتة ''200 كلم شرق طرابلس''، تعرضت لقصف عنيف مساء الجمعة نفذته كتائب القذافي، وفق ما أفاد شاهد تحدث عن سقوط خمسة قتلى من عائلة واحدة. وأشار طبيب بمستشفى مصراتة لمقتل 109 أشخاص وجرح 1300 خلال أسبوع في هجوم كتائب القذافي على المدينة. هذا وكان الثوار قالوا بوقت سابق إنهم وصلوا إلى وسط مصراتة بعد اشتباكات مع الكتائب تمكنوا خلالها من قتل ثلاثين من القناصة الموجودين على أسطح المباني. كما أعلن مسؤول بوزارة الصحة أن غارات التحالف الدولي أوقعت 114 قتيلا على الأقل و445 جريحا من الأحد إلى الأربعاء، بدون تحديد عدد المدنيين بهذه الحصيلة. من ناحية أخرى، قال حلف ''الناتو'' إنه يتخذ كافة الإجراءات لمنع القذافي من استعمال سلاحه الجوي لضرب المدنيين، متوقعا أن تؤول إليه جميع المهمات العسكرية ضد النظام الليبي خلال الأيام المقبلة، وأن تستمر مهمة حظر الطيران فوق ليبيا لمدة تسعين يوما.