اعتبر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدى إشرافه سهرة أول أمس، على الافتتاح الدولي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، أن هذا الحدث سيكون فرصة لتحسين معرفة الغرب بالإسلام، وسيفتح الباب على مصراعيه أمام الشعوب للتفاهم على أساس السلم والوئام المدني، مضيفا أن تظاهرة تلمسان ستكون حدثا إسلاميا هاما يمكّن من قياس خصوبة الثقافة الإسلامية وقدراتها الإبداعية· وأبرز السيد الرئيس في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، دور التآزر والتوحد بين مختلف الثقافات والحضارات في بناء التوافق والحوار والتبادل الذي يشكل أسس المصالحة الكبرى بين الثقافات البشرية بعيدا عن الصراع والتنافر''، مضيفا أن التبادل الثقافي هو ''سمة عريقة وجديرة بالاحترام دعت إليها الرسالة السماوية''، وإن كان العالم الإسلامي يواجه اليوم عقبات عدة من شأنها أن تحول دون إمكانية ارتقائه إلى كيان ثقافي مستقر يحسب له ألف حساب بين الأمم· وفي السياق ذاته، دعا رئيس الجمهورية من ''عاصمة الزيانيين'' تلمسان، كل المعنيين بالتراث، للشروع في تدوين التراث الإسلامي المتنوع، ودراسته من أجل تثمينه لأن الأمر ليس مهمة نبيلة فحسب، وإنما ''واجب تجاه السلف الذي أدى دوره من أجل الخلف من خلال أرصدة يجب أن تصبح زادا، وأرضية انطلاق نحو مستقبل الشباب''· وأوضح الرئيس بوتفليقة أنه ليس من الممكن تحقيق أي تنمية مستديمة لا يكون الإنسان غايتها ووسيلتها· من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أن تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية'' التي ستمتد على مدار سنة كاملة، ''تضاف إلى المكاسب الثقافية للبلاد التي احتضنت بنجاح تظاهرتي الجزائر عاصمة الثقافة العربية، والمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني''· وذكّرت الوزيرة بمختلف العمليات المنجزة في إطار تظاهرة تلمسان على غرار عشرة فضاءات ثقافية جديدة، وترميم 99 معلما تاريخيا ونشر 365 عنوان وإخراج 48 فيلما حول مدينة تلمسان، وإنتاج 19 مسرحية، بالإضافة إلى برمجة 12 عشر ملتقى دوليا، وألفي جولة فنية عبر الولايات المجاورة· واعتبرت تومي أن النشاطات المبرمجة ستعزز ''مكانة الجزائر الأمازيغية الأصل والعربية من حيث اللغة والمسلمة في روحها وإيمانها'' · من جهته، أبرز وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله، التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به تلمسان، مما جعلها توصف ب''جوهرة المغرب العربي''، موضحا أن تلمسان كانت أرض استقبال ومفتوحة للعلماء والمفكرين الذين وجدوا بها السلم والطمأنينة بعد ما طردوا من بلاد الأندلس· أما المدير العام لمنظمة ''اليونيسكو'' عبد العزيز بن عثمان التويجري، فأكد على أهمية إنشاء شبكة للتعاون بين البلدان الأعضاء في المنظمة من أجل ترسيخ القيم الأصيلة للثقافة الإسلامية، مضيفا أن اختيار تلمسان لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 ''يعد اعترافا من العالم الإسلامي برمته بمكانة هذه المدينة في الميادين الحضارية والثقافية والعلمية''·وأعقب مراسيم الافتتاح الرسمية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' تقديم عرض فني اختير له عنوان ''تلمسان صدى الإيمان''، وذلك بحضور رئيس الجمهورية وشخصيات وطنية ودولية مدعوة·