أخذت مخاوف الجزائر من تداعيات فرض الحظر الجوي على ليبيا بداعي ''حماية المدنيين'' تتحقق، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي أمس، عن إعداد خطة مؤقتة تتضمن إرسال قوات برية أوروبية إلى مدينة مصراتة، غرب ليبيا، بداعي حماية شحنات مساعدات إنسانية. وأوضح الاتحاد أن دوله دول ال27 اتفقت في بداية هذا الشهر على أن تكون مستعدة للقيام بمثل هذه المهمة إذا طلبت الأممالمتحدة منها ذلك، لكن المنظمة العالمية لم تقدم مثل هذا الطلب بعد. وقال متحدث باسم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ''الدول ال27 تبنت بالإجماع مفهوم العمليات''، مضيفا أن خطة العمل ليست تفصيلية، بل مجرد خطوة تالية، ولن يتم الوصول إلى مرحلة أي تفاصيل إلا إذا كان هناك طلب من الأممالمتحدة. وكتبت آشتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الثامن من الشهر الجاري قائلة إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك للمساعدة في ''تخفيف الموقف'' في مدينة مصراتة. وقال مسؤول بالأممالمتحدة إن مسؤولة الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية فاليري آموس، ردت على آشتون بقولها إنها تفضل أولا استكشاف الخيارات المدنية، لأن اشتراك قوات عسكرية قد يكون له آثار عكسية. وفي الوقت الذي وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس، معارضة بلاده لإرسال قوات فرنسية إلى ليبيا لكسر ''الجمود العسكري'' في الصراع الدائر هناك بسبب أن ''الوضع صعب وملتبس''، أوضح بيان للخارجية البريطانية أن فريقا من ''العسكريين الخبراء'' سيعزز الخلية الدبلوماسية البريطانية في ليبيا، مضيفا أن هذا الفريق ''سيقدم المشورة إلى المجلس الوطني الانتقالي حول طريقة تحسين بنى تنظيمه العسكري ووسائل اتصالاته وقدراته العملاتية، وحول أفضل الوسائل لتوزيع المساعدة الإنسانية والطبية''. من ناحية أخرى، كشف مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين أنه لا يستبعد احتمال لجوء الحلف إلى تنفيذ عملية برية في الأراضي الليبية، تحت ستار تمرير قوافل إنسانية، موضحا أن القصف الجوي هو الذي تسبب في وقوع الكارثة الإنسانية في ليبيا. وأضاف أنه في حال لجوء الناتو أو مجموعة من الدول الأعضاء في الحلف إلى خوض عملية برية ضد قوات معمر القذافي، فإنها لن تحظى بدعم الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة، علاوة على ذلك فإن تدهور الوضع في ليبيا قد يؤدي إلى خلق أزمة سياسية عميقة في أوروبا. وأشار إلى أن روسيا تملك أدلة دامغة على انحياز بعض الدول الأوروبية الكبرى إلى جانب المعارضة الليبية المسلحة، وجدد مطالبة بلاده لدول التحالف الغربي بالكف عن خرق قرار مجلس الأمن الدولي، خاصة في شقه المتعلق بفرض حظر على توريد الأسلحة إلى منطقة النزاع. واعتبر أن فرص تسوية النزاع الليبي بالطرق السلمية لا تزال قائمة، معربا عن قناعته بأن فرص إيجاد تسوية سلمية للأزمة الحالية هي بأيدي المواطنين الليبيين.