البلاد.نت - بهاء الدين.م - تواجه المقاربة الجزائرية حول الأزمة الليبية والمبنية على الحوار الشامل بين مختلف الأطراف للتوصل إلى حل سياسي للنزاع ظهور أقطاب "خارجية" جديدة تقودها خاصة فرنساوإيطاليا بشكل يعقّد المشهد السياسي الليبي ويؤجل تطبيق الحلول رغم مسارات التفاوض المتعددة والمختلفة التي رعتها الأممالمتحدة. تطرقت يومية "لوموند" نهاية الأسبوع إلى المقاربة الجديدة للرئاسة الفرنسية الخاصة بتسيير الأزمة الليبية وقد تتسبب هذه المقاربة في "إبعاد" إيطاليا "الغيورة على تأثيرها التاريخي على هذه الأراضي التي استعمرتها في السابق". وحسب الجريدة فإن هذه المقاربة التي بدأت مراعاتها منذ انتخاب الرئيس ايمانويل ماكرون "الطامح الى لعب دور "محقق السلم" في ليبيا، تولد عنها "ضربات دبلوماسية" قامت بتحريك الاوتار "دون تحقيق معجزات". وحسب محيط الرئيس ماكرون،من الضروري إقرار "تناسق" حيث كانت هناك نزاعات على التراب تحت رئاسة هولاند لا سيما بين وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية المؤيدة لفايز سراج (...) ووزارة الدفاع التي تدعم المشير حفتر"، حسب ذات الجريدة. وحسب صحيفة "لاستامبا" الإيطالية فإن مباراة حامية تجرى بين روما وباريس، وأن هذه الأخيرة أطلقت العنان للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لبسط سيطرته على البلاد وممارسة أكبر قدر من الضغوط على حكومة فائز السراج في طرابلس.وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "حفتر يوظف انتصاراته العسكرية لتوسيع دائرة نفوذه وتهديد إيطاليا والاتحاد الأوروبي، بوقف التعاون في ملف الهجرة الحيوي للأوروبيين". وأشارت الجريدة إلى أن إيطاليا تعارض بوضوح الأجندة السياسية التي وضعها الرئيس الفرنسي ماكرون في ليبيا وتنظيم انتخابات قد لا تؤدي إلا لمزيد من الفوضى، مشيرة إلى أن "ماكرون قام بتهميش مصراتة وقادة الميليشيات في طرابلس من خلال مبادرته الأخيرة". وأوضحت أن روما تريد اعتماد الدستور واتخاذ خطوات محددة قبل أي اقتراع، مشيرة إلى وجود معسكرين دوليين في إدارة الأزمة الليبية، الأول تقوده فرنسا، ويدعم خطة ماكرون للسيطرة على الوضع، أما الآخر فتديره إيطاليا وهومناهض لحفتر، في حين لا يزال الموقف الأمريكي غير واضح. ودعت الصحيفة إلى إرساء تحالف عملي وفعلي بين الولاياتالمتحدةوإيطاليا لإدارة الوضع في ليبيا والتصدي لسعي فرنسا، توجيه العملية السياسية في البلاد وإزاحة إيطاليا وضرب مصالحها. وشددت الصحيفة على أن الدور الفرنسي في ليبيا يهدد الأمن القومي الإيطالي نفسه، وأنه رغم نفي ماكرون أية توجهات عدوانية، فإن سياسته تهدف إلى تهميش إيطاليا في مجمل المغرب العربي.وقالت الوزيرة الإيطالية، إنها "طلبت مساعدة واشنطن للقيام بدور قيادي في إحلال السلام في ليبيا"، وذلك خلال مباحثات كانت أجرتها مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في العاصمة الإيطالية روما الشهر الماضي. وتنظر الجزائر بعين الريبة لهذه المبادرات حيث أكد الوزير الأول أحمد أويحيى أن ليبيا "مضطربة بسبب التدخلات الخارجية". وأوضح السيد أويحيى أن "الجزائر ما فتئت تقدم إسهامها في العديد من الاتصالات ومقاربات مختلف الأطراف ولكن الأمر ليس سهلا لأن ليبيا مضطربة بسبب التدخلات الخارجية". ولفت أويحيى الانتباه إلى رفضه لفكرة تعدد المبادرات، وقال: "بقدر ما تعددت المبادرات لحل الازمة الليبية بقدر ما كان الحل بعيدا (..) فالأمثل هو أن تكون المبادرة ليبية".ونبه إلى أن هناك اتفاقا سياسيا ليبيا مرجعيا بالنسبة لليبيين لكنه قابل للمراجعة والتصحيح.