أكد الدكتور أحمد عظيمي، العقيد المتقاعد وأستاذ العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، أمس، أن المغرب وفرنسا رفقة بعض الأصوات المعارضة للنظام في الخارج وتربطهم في نفس الوقت علاقات بالمعارضة الليبية، هي من تقود الحملة المغرضة ضدّ الجزائر المتمثلة في الادعاءات وتلفيق تهمة إرسال الجزائر لمرتزقة للوقوف إلى جانب نظام معمر القذافي. في هذا السياق، أجمع المتدخلون المشاركون في ندوة حول ''الأزمة الليبية: الواقع والميكانيزمات'' نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية ليومية ''الشعب''، على أن ''الجزائر كان لها الدور الكبير في إعداد الاتفاقية الإفريقية للمرتزقة''. وبالتالي، تساءل المتدخلون ''كيف تجرأت بعض الأطراف التي تحمل نوايا مكشوفة ومغرضة ضدّ الجزائر، على تلفيق تهمة الدفع بالمرتزقة من الجزائر نحو ليبيا لمساندة نظام القذافي''. وفي هذا الصدد، أرجع الدكتور أحمد عظيمي هذا التحالف والتكالب إلى ضعف الدبلوماسية والنقص الرهيب في مجال الاتصال وعدم قدرة مسؤولينا على الدفاع عن صورة الجزائر، مشيرا إلى أن ''الإعلام الجزائري المتوفر حاليا لا يمكنه أن يلعب هذا الدور لوحده، بل كان من الأجدر فتح مجال السمعي البصري لمواجهة مثل هذه الأزمات''. وأبرز المتحدث خطورة هذا التحالف الذي تقوده كل من فرنسا والمغرب على الجزائر، إذا لم تسارع إلى فضح هذه التجاوزات ووقف بعض التطاولات الأجنبية، أبرزها ما قام به وزير الخارجية الفرنسي ''آلان جوبي'' الذي كشف للصحافة عن محتوى الاتصال الهاتفي مع نظيره الجزائري مراد مدلسي أول أمس، وأكثر من ذلك راح يُطلع الصحافة بكل افتخار أنه استفسر مدلسي عن مدى صحة المعلومات التي صرّح بها المجلس الانتقالي الليبي تتعلق بتزويد الجزائر لنظام القذافي بمدرعات عسكرية، وهو ما يعتبر في أعراف العلاقات الدولية تدخلا في الشؤون الداخلية للدول ومساس بسيادتها. وفي إطار متصل، وعن تلفيق تهمة المرتزقة للجزائر لتشويه سمعتها وصورتها بهدف إبعادها عن لعب أدوار القيادة في القارة الإفريقية وفي المنطقة العربية ككل، أوضح الدكتور عظيمي أن ''المعروف عن العقيد القذافي منذ توليه الحكم أنه جنّد مئات الأجانب لتبني محتوى كتابه الأخضر من مختلف الجنسيات، وقد يكون منهم جزائريون بصفة فردية كمواطنين وليس كرسميين أرسلت بهم الدولة الجزائرية، والدليل على ذلك الوضعية التي عاد عليها الجزائريون خلال بداية الأزمة الليبية والذين تمكنت الجزائر من إجلائهم وإبعادهم عن الموت الحتمي والاستغلال بصعوبة، حيث تعرضوا لنهب ممتلكاتهم وعادوا إلى أرض الوطن لا يحملون معهم حتى وثائقهم الرسمية''.