أخذت الأمور تنكشف من حول ما يسمى ب''المجلس الوطني الانتقالي'' الذي يرأسه وزير العدل المنشق عن نظام القذافي، مصطفى عبد الجليل، ويتخذ من بنغازي، شرقا، مقرا لما يسميه ب''قيادة الثورة''· وبعد أن وجهت لهذا المجلس العديد من الانتقادات من قبل قطاع واسع من الليبيين أنفسهم، اتهمته ''الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا''، وهي أقدم تنظيم معارض للقذافي، بفقدان شرعية تمثيل الثورة الليبية، خصوصا بعد ''الشكوك التي صارت تحوم حوله''، وفق تعبير مذكرة مرسلة إلى المجلس الانتقالي مؤرخة في 14 أفريل الجاري· وجاء في هذه المذكرة التي أرسلها أمين عام الجبهة إبراهيم عبد العزيز صهد إلى مصطفى عبد الجليل ''بالإشارة إلى المحادثات الهاتفية التي دارت بيني وبينكم بخصوص بين الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا الموجه إلى اجتماع مجموعة الاتصال المنعقد بالدوحة بتاريخ 13 أفريل، وتعليقاتكم المزعجة صراحة حول ضرورة تنسيق السياسات الخارجية معكم بالخصوص مستقبلا، نذكّركم بأن الجبهة تأسست منذ أكتوبر ,1981 وهي تحظى باحترام وتقدير من قبل المنظمات العالمية، وهدفها الإطاحة بحكم القذافي، وإنشاء بديل دستوري ديمقراطي·· لذلك لا سلطان لمجلسكم·· كما نستغرب عدم توحيد صفوفكم بالداخل أكثر نظرا لما رأيناه من ارتباك في التصريحات، فالمجلس لدية أكثر من عشرة ناطقين باسمه''·وفي السياق ذاته، يقول عبد العزيز صهد موجها الكلام لمصطفى عبد الجليل ''حتى إن كنا أشرنا إلى أننا إلى جانب المجلس الانتقالي سابقا باعتباره الممثل الوحيد للشعب الليبي، إلا أن ذلك لا يعني الاعتراف بسياساتكم وشرعيتكم، خصوصا أنه صارت تحوم حولها العديد من الشكوك''·وفي السياق ذاته، سارع المدعو مصطفى عبد الجليل أمس، إلى زيارة فرنسا في إطار ''مساعيه لحشد الدعم لثوار ليبيا''، مثلما قال، في وقت أعلنت بريطانيا عزمها إرسال مستشارين عسكريين إلى شرقي ليبيا لمساعدة الثوار رغم استبعاد لندن وباريس حل الأزمة الليبية عبر العمل العسكري· وقبل هذا الاستقبال، أعلنت فرنسا رفضها القاطع للمشاركة بقوات برية إلى جانب الثوار من أجل الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، بينما صرح مسؤول روسي بأن بلاده على يقين بأن الحلف الأطلسي سينشر قوات برية لحسم الأمر· وفي الأثناء، ربط مراقبون زيارة ''عبد الجليل'' لقصر الإيليزيه، برفض باريس نشر القوات البرية، وعليه، ينتظر أن تكون هذه النقطة محور نقاش بين الجانبين·من ناحية أخرى، وجه المعارض الليبي والداعية علي الصلابي سهرة أمس في مداخلة عبر قناة ''الجزيرة''، انتقادات شديدة اللهجة لممارسات ما يسمى ب''المجلس الانتقالي''، مركزا على اتهاماته للجزائر ب''دعم نظام القذافي''، التي قال إنها غير مقبولة بتاتا·وأكد المتحدث الذي عارض التدخل الأجنبي في ليبيا، أن هذه الاتهامات لا تخدم الثورة الليبية، وأنه لو كان للمجلس الانتقالي مشكل مع الجزائر، فعليه أن يتصل بمسؤوليها ويحله معهم، مضيفا ''الجزائر دولة محورية وهامة ولها علاقات تاريخية مع الشعب الليبي ولا يمكن استعداؤها بهذا الشكل غير المقبول''· واعتبر الدكتور علي الصلابي أن المجلس الانتقالي حاد عن الدور المنوط به، خصوصا أن توجهه نحو الدول الغربية وسياسته الخارجية، من شأنه أن يجلب العداء لدول المنطقة على غرار تركيا ومصر والجزائر، ''لا يمكن لهذا المجلس الاستمرار هكذا·· وكيل الاتهامات للجزائر·· هذا لا يخدم أحدا·· ولا يخدم الليبيين''، على حد تعبيره·