البلاد -خ.و - نفى تنظيم ما يعرف ب"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ما أعلنته باريس من أن القيادي في التنظيم الإرهابي أمادو كوفا قتل في عملية نفذّتها القوات الفرنسية في مالي في 23 نوفمبر الماضي، وذلك بحسب وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلّة للأنباء. ونقلت الوكالة عن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الملك درودكال، الملقّب ب«أبي مصعب عبد الودود"، قوله إنّ كوفا لم يكن في المنطقة التي جرت فيها العملية وهو بالتالي لم يصب أو يقتل. ويدفع هذا التسجيل الصوتي لوكالة موريتانية إلى التساؤل، هل انتقل زعيم القاعدة في المغرب إلى منطقة الساحل، بعدما عرف نشاطه في الجزائر انحصارا، في بعض المناطق الجبلية المحدودة، بفعل ضربات الجيش الوطني الشعبي، التي تمكنت من تحييد أمراء تابعين للتنظيم، إضافة إلى القضاء على إرهابيين في أقصى الجنوب. فيما سلم أغلب الناشطين في منطقة الساحل والصحراء أنفسهم لقوات الأمن والجيش بغية الاستفادة من إجراءات المصالحة الوطنية. وكانت آخر عملية منسوبة للتنظيم الإرهابي بالجزائر وقعت بداية شهر أوت الماضي بمنطقة بيسي بسكيكدة، حين سقط 7 شهداء من قوات الجيش. فيما تمكن الجيش من القضاء على عدد من الإرهابيين، الذين كانوا بصدد القيام باجتماع إقليمي بالمنطقة بهدف إعادة تنظيم صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ويعد الإرهابي "أبو مصعب عبد الودود"، أخطر إرهابي في الجزائر، إضافة إلى الإرهابي "مختار بلمختار"، والتحق بالجماعات الإرهابية سنة 1993 مع اشتداد همجية الضربات الإرهابية في الجزائر. وشارك في قتل مئات الجزائريين، حسب الاتهامات الموجهة له من قبل القضاء، وشهادات إرهابيين كانوا تحت إمرته. وتُذكر العملية العسكرية الواسعة في سكيكدة بالعملية العسكرية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي شهر فيفري الماضي في ولاية خنشلة، والتي أحبط من خلالها اجتماعاً لثلاثة أمراء لتنظيمات إرهابية متفرقة تتبع ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وأسفرت العملية عن تصفية أكثر من عشرة إرهابيين من بينهم الأمراء الثلاثة. إلى ذلك، قال درودكال إنّ إعلان باريس مقتل كوفا هو "مناورة مكشوفة ومحاولة صرف اهتمام الشارع الفرنسي إلى إنجازات الحكومة الفرنسية وبالضبط في الساحل والصحراء". واعتبر أنّ الإعلان عن مقتل كوفا "أمير جبهة تحرير ماسينا" شكّل "بصيص أمل لشعب أنهكته الضرائب المتزايدة، ولجيش غارق في رمال حارقة دون هدف سوى إثراء نخبة فاسدة". ونقلت الوكالة الموريتانية عن درودكال قوله إن العملية الفرنسية أسفرت عن مقتل 16 إرهابيا وليس 34، كما أعلنت باريس.