أحمد.ب / آمال ياحي - حشد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، مئات العمال المساندين له، بغرض كسر الاعتصام الذي نظمه معارضوه أمس أمام مقر الاتحاد، واصفا إياهم ب«الخفافيش" وتدخلت قوات الامن لتفريق المتظاهرين الذين حضروا من مختلف مناطق الوطن. وتجمع معارضو الأمين العام للمركزية النقابية أمام البوابة الرئيسية للمركزية النقابية، مطالبين برحليه الفوري وطاقمه، على خلفيه اتهامه بالتواطؤ مع "الباترونة" لضرب مصالح العمال، فضلا عن جعل النقابة مملكة خاصة والتسيير الارتجالي على حساب العمال والعاملات والانحراف عن الأهداف النقابية النبيلة بالتعدي على القوانين. وتفاجأ المحتجون الذين توافدوا من 27 ولاية، بتواجد عبد المجيد سيدي السعيد داخل المقر ومعه عدد كبير من العمال كانوا في انتظارهم ولحسن الحظ لم تسجل أي مواجهات بين الطرفين الذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه، بفضل تدخل عناصر الأمن التي طوقت المكان وكل الطرق المؤدية إلى مبنى دار الشعب، ليتحول الاحتجاج إلى مجرد تجمع، بسبب التفوق العددي لمؤيدي سيدي السعيد. بينما ألقى عبد المجيد سيدي السعيد كلمة أمام مناصريه بمناسبة ذكرى احداث 11 ديسمبر التي سبق وأن تم إحياؤها، أمس، في المكان نفسه. وفي هذه الاثناء، استعرض الرجل الاول في المركزية النقابية قوته أمام مناوئيه، ضاربا المثل بالتفاف العمال حوله كدليل قاطع على شعبيته، واصفا معارضيه من داخل وخارج النقابة ب "الخفافيش" وقال إن حضور هذا الحشد من المريدين يعد رسالة واضحة لكل من يشكك في شرعية قيادة الاتحاد التي تسعى على حد تعبيره لبناء نضال نقابي "بنية خالصة وليس بالنفاق"، مجددا التأكيد على أن المركزية النقابية هي ملك للعمال والجزائر وتعمل من اجل الدفاع عن حقوقهم. وواصل يقول "المركزية ملك للعمال والجزائر وليست ملكي بل سقيت بدماء الشهداء". في السياق نفسه، هاجم سيدي السعيد معارضيه بجميع النعوت، واصفا إياهم بالنقابيين المتخاذلين في عملهم والذين لا تتوفر فيهم صفات النضال والإنسانية، مذكرا بالنضال النقابي والخصال الحميدة التي اتصف بها الأمناء السابقون على غرار عبد الحق بن حمودة وعيسات إيدير . من جهته، أكد منسق الحركة المناهضة لاستمرار سيدي السعيد وطاقمه على رأس الاتحاد، غاشي لوناس، أن احتجاج أمس، رغم محاولة اجهاضه، يؤسس لعهد جديد بالنسبة للاتحاد. وأوضح في تصريح ل "البلاد" أن "سيدي السعيد لا يمثل شرائح واسعة من العمال الذين ما فتئت أوضاعهم الاجتماعية والمهنية تتدهور مقابل غلاء المعيشة والذين أضحوا مجرد مطية تستخدمها قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين من أجل قضاء مصالهم الخاصة. وطالب محدثنا بإحداث تغيير جذري في الاتحاد بدءا برحيل قيادات المركزية النقابية وعلى رأسها الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد، داعيا جميع العمال في كافة القطاعات إلى الانضمام إليهم والالتفاف حول المطلب الرئيسي، في ظل انحراف القيادة الحالية عن المسار الحقيقي للاتحاد والمتمثل في الدفاع عن حقوق العمال، معلنا عن اعتصام آخر خلال الأيام القادمة دون أن يفصح عن مكان تنظيمه .