زبدي: على "سونلغاز" تركيب كاشف الغاز في البيوت واقتطاع ثمنه بالتقسيط البلاد - آمال ياحي - ما يزال غاز ثاني أكسيد الكربون يحصد أرواح المواطنين، حيث سجل رقما قياسيا يقارب الخمسين شخصا في شهر واحد، في وقت يتعرض مجمع "سونلغاز" ووزارة الصحة لانتقادات شديدة بسبب ضعف الحملات التحسيسية في الميدان. دعت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك مسؤولي وزارة الصحة والقائمين على مجمع "سونلغاز" إلى بذل المزيد من الجهود على صعيد الحملات الإعلامية والخرجات الميدانية من أجل تجنب تسجيل حالات وفيات واختناق بالغاز مع استمرار موجة البرد وسوء الأحوال الجوية. وقال رئيس المنظمة مصطفى زبدي، في تصريح ل«البلاد"، إن الحماية المدنية هي الجهة الوحيدة الموجودة فعليا في الميدان لتوعية وتحسيس المواطنين بالطرق الآمنة لاستعمال أجهزة التدفئة الموصولة بالغاز، معربا عن استيائه الشديد حيال عرقلة السلطات المحلية، على مستوى عدد من ولايات الوطن، لعملية الإعلام والتحسيس من خلال رفضها منح تراخيص لهذا الغرض. في سياق متصل، استغرب المتحدث الغياب التام لدور أرباب العمل وأصحاب الشركات الكبرى، الذين يصرفون الملايير على حملات إشهارية لمنتجات لا قيمة لها، ويمتنعون في المقابل عن تقديم دعمهم لحملات التحسيس من هذا الخطر المحدق الذي بات يهدد آلاف العائلات الجزائرية، متأسفا لكون عامل الربح هو المهيمن على أي عملية أخرى ترمي إلى إنقاذ حياة الناس، علما أن السنة الماضية شهدت وفاة مائة شخص على الأقل اختناقا بالغاز. ويرى المصدر ذاته، أن مجمع "سونلغاز" بوسعه اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي تسجيل ضحايا آخرين لغاز ثاني أكسيد الكربون من الآن فصاعدا، مقترحا تركيب كاشف غاز أحادي الكربون في كل بيت، والذي يخطر الفرد بمجرد تسرب الغاز مع اقتطاع ثمنه، الذي يتراوح بين ألفين و3 آلاف دينار من فاتورة الكهرباء على مدى سنتين، موازاة مع توجيهه نداء للمستوردين والمتعاملين الاقتصاديين لإعطاء فعالية لهذه العميلة وإنجاحها، عن طريق عرض ما لديهم من كواشف للغاز المطابقة للمواصفات العالمية، باعتبار أن ما يروج في السوق حاليا ليس مضمونا مائة بالمائة. ويتزامن النداء الذي وجهته المنظمة مع عرض حصيلة الحماية المدنية الشهرية المتعلقة بضحايا الغاز، وكشفها عن أرقام كبيرة ومزعجة بخصوص عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن استنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون، أو ما يعرف اصطلاحا بالقاتل الصامت. وقالت الحماية المدنية، في بيان لها أمس، إنه منذ بداية الشهر الجاري لقي 46 شخصا مصرعهم، وتم إنقاذ 444 آخرين من موت محقق، وهي حصيلة ثقيلة تدق ناقوس الخطر. وخلال 24 ساعة الأخيرة فقط، تم تسجيل وفاة شخصين في ولاية بجاية، وتدخلت الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية ل66 شخصا استنشقوا غاز أكسيد الكربون CO المنبعث من المدافئ وسخانات الماء، في كل من سطيف 16 شخصا، ميلة 8 أشخاص، البويرة 05 أشخاص، تيسمسيلت 7 أشخاص، خنشلة 12 شخصا، برج بوعريريج 04 أشخاص، قسنطينة 03 أشخاص، تلمسان 05 أشخاص وجيجل 06 أشخاص.