تنظّم مديرية الثقافة للمدية بالتنسيق مع جامعة المدية، الملتقى الوطني الثالث لأدب الطفل، أيام 27 ,26 و28 أفريل الجاري، بمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة المهتمين بأدب الطفل، خاصة مع التطوّرات الحاصلة في مجال تكنولوجيات وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وسيرفع هذا الملتقى شعار ''أدب الطفل والوسائط الإلكترونية''. هذه التظاهرة العلمية تأتي في ظلّ التطوّر المتسارع للتكنولوجيا ووسائل الاتصال السمعية والبصرية، حيث أضحت الحياة الاجتماعية أكثر تعقيدا بفعل العولمة وتقويضها للحدود الجغرافية حتى أصبح العالم قرية صغيرة؛ اختلطت فيه القيم والثقافات، وتشابهت سلوكات الناشئة وعاداتها ورغباتها واتجاهاتها وألعابها، لذلك بات من الضروري السعي إلى تنمية شخصية الطفل وجعلها قادرة على استيعاب ومواكبة هذا التحضّر والتمدّن للتمكّن من العيش في عالم جديد ذابت فيه المعيارية وكلّ الحواجز المكانية والزمانية. الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام يحاول جلب اهتمام المربّين والمختصّين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع، وكذا المبدعين من أدباء ومسرحيين وسينمائيين، ودعوتهم إلى التفكير في عقلانية وفعالية استعمال الوسائل الأكثر إغراء وانتشارا في عالم الطفل اليوم من حاسوب ووسائل اتّصال بجميع أنواعها في التعلّم والثقافة واللعب، وحري بهذا الاستعمال المدروس أن يحافظ على توازن شخصية الطفل وسط هذه الرياح والعواصف العاتية التي قد تؤثر سلبيا في سلوكيات وقيم رجل الغد، ذلك أنّه مهما يبلغ الاختلاف والتباين بين وسائل الاتصال السمعية والبصرية من فضائيات وانترنت وسينما وفيديو وألعاب إلكترونية وغيرها... إلاّ أنها تلتقي جميعها في تأثيرها إيجابا أو سلبا في نمو الطفل العقلي والوجداني والحسي والنفسي والاجتماعي... ومن هذا المنطلق، يقف هذا الملتقى عند جملة من الإشكاليات أبرزها ''إلى أيّ مدى تمكّن العصر الرقمي بتقنياته الإلكترونية من إحداث ثورة في استراتيجيات التعلم؟''، ''ما معنى الثقافة الإلكترونية وما هي مظاهرها؟''، ''ما مصير كتاب الطفل ومجلته وشعره وقصصه وأناشيده في حضرة الوسائط الإلكترونية؟''، إلى جانب ''ما هي تصنيفات الألعاب الإلكترونية؟ وما أثرها في الطفل حتى أصبحت شغله الشاغل؟'' و''كيف يمكن استثمار الوسائط الإلكترونية لصالح الطفل العربي حتى لا يقترب من ثقافة الآخر مرفوقا بإحساس الدونية والتشييء؟''. وسيتمّ التطرّق إلى هذه الإشكاليات عبر أربعة محاور هي ''الطفل والوسائط الإلكترونية في التعلّم والتعليم''، ''ثقافة الطفل في عصر التكنولوجي''، ''الأطفال والنشر الإلكتروني'' وكذا ''تأثير الوسائط الإلكترونية (الألعاب الإلكترونية والأقراص والأنترنت) في نفسية الطفل وسلوكه''.