اعتبرت وزيرة الثقافة، خلال تفقدها أشغال ترميم القصر العتيق بمقر ''الزاوية التيجانية'' ب''عين ماضي'' في الأغواط، ضمن زيارة للولاية دامت يومين، أن العمليات الجارية لترميم العديد من المواقع والمعالم الإسلامية بولاية تلمسان في إطار تظاهرة ''عاصمة الثقافة الإسلامية''، تعكس توجه الدولة للحفاظ على التراث الوطني، لكونه رمز الهوية الوطنية· وأوضحت خليدة تومي أن هذه العمليات التي تشمل 99 موقعا ومعلما إسلاميا، ستمكن عند انتهائها خلال السداسي الأول لسنة ,2012 من ''تكوين متخصصين في الترميم المعماري، وإعادة بعث المهن التي كانت مندثرة واسترجاعها تدريجيا، وتغطية العجز المسجل في مجال المهندسين المختصين في التراث الذين لم يكن عددهم يتجاوز 13 مهندسا سنة 1986 ليرتفع اليوم إلى ما يقرب الخمسين مهندسا في التراث مؤهلا وطنيا''· وعاينت تومي الأشغال الجارية ضمن الشريحة الأولى لعملية ترميم شطر من القصر العتيق بمقر الخلافة العامة ل''الزاوية التيجانية'' في ''عين ماضي''، حيث قدمت لها شروح وافية حول سير هذه العملية التي تنقسم إلى أربعة أجزاء وخصص لها غلاف مالي قيمته 70 مليون دينار· وبلغت نسبة تقدم الأشغال في الجزء الأول منها والذي يشمل الباب الكبير وبناية ''سيدي احميدة''؛ نحو 50 بالمائة· بينما بلغت نسبة أشغال الجزء الثاني الذي يشمل الجامع الكبير والضريح، نسبة 5 بالمائة· ومن المنتظر أن تمس هذه الأشغال الأجزاء المتبقية من هذا القصر العتيق ممثلة في ''دار المقعد'' والجامع القديم و''دار سيدي بن عمار''· من ناحية أخرى، أكدت وزيرة الثقافة أن إنشاء ثلاث حظائر ثقافية وطنية جديدة سيعزز التكفل بالتراث الثقافي المادي وغير المادي ويوفر الحماية لأجزاء كاملة من تراثنا وذاكرتنا، مضيفة لدى إشرافها على اختتام أشغال الملتقى الوطني حول التراث الذي احتضنته المكتبة الولائية بالأغواط، أن ''عملية الإنشاء هذه تأتي تجسيدا لاستراتيجية موجهة للحفاظ على التراث الثقافي الوطني بعدما عانى من صعوبات كثيرة نتيجة شساعة المساحة ونقص الوسائل المادية''، موضحة ''غير أن هذا النقص تم تداركه ببعث بعض المشاريع التنموية والاستجابة للانشغالات المطروحة، خصوصا إيجاد الحظائر الثقافية التي تندرج أيضا ضمن سياسة ثقافية ترتكز على الاعتراف والاعتزاز بمختلف الحضارات المتعاقبة على الجزائر''· وأكدت وزيرة الثقافة أن هذه المقاربة الجديدة ''تعد صياغة وتعريفا للحقل التراثي، وتثبيتا للتراث المادي وغير المادي وفق الواقع الإقليمي التاريخي والوطني للجزائر، وتعكس الخصوصية الطبيعية والاجتماعية للمناطق المحلية المتواجدة بها''· ودعت التوصيات الختامية للملتقى الوطني حول التراث، لاتخاذ الإجراءات والتدابير الاستعجالية للحفاظ على الممتلكات الثقافية والطبيعية، وتنظيم ملتقيات علمية وأيام دراسية تتناول مختلف القطاعات التراثية· كما دعا المشاركون في توصياتهم التي سلمت لوزيرة القطاع، إلى تشجيع وتحفيز الجمعيات على المساهمة الفعالة في المحافظة وتثمين التراث الثقافي، مع ترسيم ملتقى التراث لأن يكون وطنيا·