أكدت وزيرة الثقافة السيد خليدة تومي يوم الخميس أن تنظيم تظاهرة »تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية« سنة 2011 تندرج ضمن الأهداف المسطرة في خطة رئيس الجمهورية لاسترجاع مكانة الجزائر الثقافية على الصعيدين الجهوي والعالمي مع التأكيد على الأبعاد الثقافية التي تنتمي إليها. وفي ردها على سؤال أحد أعضاء مجلس الأمة حول التحضيرات والترتيبات لهذه التظاهرة الكبرى ذكرت السيد تومي أنه بعد تنظيم تظاهرتي »الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007« والمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني لسنة 2009 للتأكيد من خلالهما على البعدين العربي والإفريقي للجزائر تأتي تظاهرة »تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية« للتأكيد أيضا على البعد الإسلامي لها (للجزائر). وكان اختيار ولاية تلمسان ليس عفويا --كما قالت-- بل يستند إلى ما تشمله هذه الولاية من إرث قوي حيث تحتوي وحدها على 75 بالمائة من التراث الإسلامي الموجود بالجزائر دون إنكار مكانة باقي المدن الجزائرية الأخرى في صنع هذا الماضي المجيد على غرار قسنطينة وبجاية والجزائر كما أضافت. وبعدما ذكرت بالمرسوم التنفيذي والتنظيمي لهذه التظاهرة الذي نصبت بموجبه لجنة وطنية يترأسها الوزير الأول ولجنة تنفيذية برئاسة وزيرة الثقافة ولجنتين للمتابعة أشارت السيدة تومي إلى أن وزارتها وولاية تلمسان شرعتا في التحضيرات لهذه التظاهرة منذ سنتين مع مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي، بحيث تم إنجاز العديد من المرافق الضرورية لاحتضان التظاهرة على غرار إنجاز فندق فاخر وتهيئة فنادق أخرى ووضع الترتيبات العملية لضمان راحة الوفود المشاركة والجمهور. وأبرزت أن وزارة الثقافة قامت بإنجاز وتهيئة مرافق ثقافية وترميم وتهيئة المعالم والمواقع الثقافية والأثرية انسجاما مع الخطوط العريضة لدفتر الشروط الذي اعتمدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بخصوص تنظيم تظاهرة عواصم الثقافية الإسلامية. ويشمل برنامج المرافق الثقافية إنجاز مركب ثقافي ضخم بمنطقة إمامة وهو مشروع توشك الأشغال على الانتهاء به وإنجاز مكتبة كبرى بالمقاييس الحديثة بوسط المدينة وإنجاز مركز للدراسات الأندلسية بجوار المركب الثقافي وتهيئة وتجهيز المقر السابق لبلدية تلمسان الكائن بوسط المدينة وتحويله إلى متحف فنون وتاريخ تلمسان. كما يشمل البرنامج توسيع المتحف الأثري القديم لمدينة تلمسان وفتح مركز للمخطوطات مختص في الحضارة والعلوم الإسلامية إلى جانب تهيئة وتجهيز قاعة السينما »كوليزي« وتحويلها إلى مسرح جهوي وإنجاز رواقين للمعارض ومسرح للهواء الطلق إضافة إلى بناء القصر الملكي على أنقاض الآثار المكتشفة بمنطقة المشور. وفيما يخص برنامج الترميم أشارت السيدة تومي إلى 113 مشروع منه ما هو قيد الدراسة ومنه ما هو قيد الإنجاز، ويشمل هذا ترميم المساجد والمواقع التاريخية المصنفة على غرار أسوار المنصورة والمشور وحي العباد ومنطقة هنين وندرومة ويشرف عليها 30 مكتب دراسات. أما بخصوص البرنامج المسطر للتظاهرة فيشمل احتضان أسابيع ثقافية لمختلف مناطق الوطن لأبراز مختلف مكونات الثقافة الوطنية ودعوة الدول الإسلامية والدول التي لها علاقة بشرية مع الحضارة والثقافة الإسلامية لتنظيم أيام ثقافية في تلمسان وإصدار واعادة نشر ما لا يقل عن ألف عنوان في إطار التظاهرة وتنظيم 8 مهرجانات ثقافية كبرى على غرار مهرجان السماع الصوفي ومهرجان الإنشاد ومهرجان سينما الدول الإسلامية. كما سيتم إنجاز 12 فيلما وثائقيا حول شخصيات تاريخية وحول إسهامات الجزائر عامة وتلمسان خاصة في الإشعاع الثقافي الإسلامي وفيلما طويلا حول ثلاثية الأديب الراحل محمد ديب وتنظيم 12 ملتقى دوليا ذات صلة بالثقافة والحضارة الإسلامية وتنظيم معارض كبرى منها معرض حول العصر الذهبي للعلوم في الدول الإسلامية وتسجيل وتدوين التراث الثقافي غير المادي. كما ستنظم عروض موسيقية وقوافل فنية متنقلة للفنانين جزائريين وعالميين وتنظيم زيارات للمواقع الأثرية واحتضان أشغال مؤتمر وزراء الثقافة للدول الإسلامية. "جهود كبيرة لترقية الكتاب والمطالعة" أكدت وزيرة الثقافة أن الجزائر من بين الدول الإفريقية والعربية القليلة التي تهتم بالكتاب وطبعه وتوزيعه مجانيا لفائدة المكتبات ومختلف الفضاءات الثقافية والعلمية من أجل دعم القراءة والمطالعة. وفي ردها على سؤال لأحد أعضاء مجلس الأمة يتعلق بترقية الكتاب وتوصيله للقارئ وتفعيل الساحة الثقافية ووضع استراتيجية جديدة في هذا المجال أكدت الوزيرة »أن موضوع ترقية الكتاب والمطالعة العمومية قد حظي خلال السنوات الأخيرة باهتمام ملموس من طرف رئيس الجمهورية شخصيا بحيث أقر بإنجاز مشروع مكتبة في كل بلدية على الأقل وأقر إنشاء مركز وطني للكتاب بمرسوم رئاسي«. وذكرت أن من بين الهياكل الأخرى التي أمر بإنجازها مكتبة وطنية جديدة ومكتبة عربية-أمريكية جنوبية. كما أبرزت وزيرة الثقافة أهم الإنجازات التي تحققت في هذا الحقل ولا سيما طبع مليوني نسخة من الكتب سنة 2007 -2008 ومليونين آخرين في سنة 2009/2010. وأكدت السيد تومي أن وزارتها قامت بتوزيع كل الكتب التي أصدرت خلال تظاهرة »الجزائر عاصمة للثقافة العربية« على كل المكتبات التابعة لها عبر كل التراب الوطني دون حرمان باقي القطاعات المعنية من هذه المؤلفات والإبداعات. وأضافت أنه أعطيت توجيهات لمديريات الثقافة الجهوية بتوزيع هذه الكمية الهائلة من الكتب حسب دفتر شروط وبطريقة عادلة على كل المكتبات العمومية ليستفيد منها المواطن. ونفت أن تكون الكتب الموزعة على بعض المكتبات مخزنة في »علب للكارتون«، موضحة بأن هناك بعض الحصص من الكتب الموزعة خلال سنة 2009 / 2010 من طرف الوزراة تنتظر فتح المكتبات التي أنشئت حديثا ليتم تجهيزها بها. وفي هذا الإطار أوضحت أن عدد الكتب الموزعة على ولاية بشار مثلا 17 ألف كتاب وزعت على المكتبات وقاعات المطالعة العمومية ل 21 بلدية، مضيفة بأنه ستستفيد هذه الولاية من حصة مضاعفة في إطار البرنامج الجديد تقارب 30 ألف كتاب. أما فيما يخص العناوين المنشورة بدعم من الدولة أكدت أنه يجب أن تكون في متناول القارىء على مستوى مكتبات البيع الخاصة، مشيرة إلى أنه »بالفعل هناك بعض دور النشر لم تساير ولم تعمل بدفتر الشروط الذي وضعته الوزارة للاستفادة من هذا الدعم«. وقالت إن دور النشر التي لا تلتزم بدفتر الشروط لن تستفيد من هنا فصاعدا من دعم وزراة الثقافة، مضيفة أنها تأمل في تخصيص مقر لبيع الكتب في كل بلدية من ضمن المقرات المائة المخصصة. وأعلنت أنه سيعقد في 30 جوان الجاري اجتماع يتمحور حول سياسة توزيع الكتاب داعية بهذه المناسبة أعضاء المجلس لمساندتها فيما يخص تخفيض الضريبة وأسعار الكتب في إطار قانون المالية الجديد.