تناول اجتماع رؤساء جيوش الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا ببماكو الخميس الماضي، الوضع الراهن السائد بالمنطقة في ظل التدهور الأمني الذي تشهده ليبيا· وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني نشرته وكالة الأنباء أنه ''خصص عشية الاجتماع غير العادي لتحليل الوضع الراهن السائد بالمنطقة وإعداد حصيلة شاملة للنشاطات والأعمال المنفذة بغية تفعيل التعاون والتنسيق والتشاور لمواجهة التحديات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة· ودعت الجزائر هيئة أركان الجيوش للاجتماع الطارئ بعد أن عبرت عن تخوفها من تسرب السلاح الليبي إلى معاقل الجماعات الإرهابية، وتحاول الجزائر البحث على مخطط أمني تشارك فيه دول منطقة الساحل من أجل منع وصول السلاح الليبي إلى منطقة الساحل الإفريقي·وتزامن اجتماع قادة هيئة أركان دول الساحل الإفريقي في عاصمة مالي مع زيارة أجراها وزير خارجية مالي سومايلو بوباي مايغا، إلى الجزائر دامت يومين، بحثت الأزمة في ليبيا وحركة السلاح بها والتعاون الثنائي في المجال الأمني· وكشف مايغا حسبما نقلته وكالة ''فرانس براس'' عن تلقي بلاده مساعدة مالية من الجزائر قيمتها 10 ملايين دولار، موجهة للتنمية في مناطق الشمال القريبة من الحدود الجزائرية، التي يسيطر عليها عناصر الجماعات الإرهابية· وقال مايغا إن الرئيس بوتفليقة ''اشترط أن يمنح إنجاز المشاريع لشركات مالية'' وأكد على دعوة الجزائر زيارة الرئيس أمادو توماني توري، مشيرا إلى ضرورة تلقي مساعدات من أجل تنمية المناطق الأكثر عزلة لمواجهة تأثير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي· وعقد المبعوث الخاص للرئيس المالي مع وزير الخارجية مراد مدلسي جلسة عمل بحضور الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل و أعضاء وفدي البلدين، وأوضح سومايلو مايغا لوكالة الأنباء أن زيارته للجزائر جاءت للمساهمة في ''نشر أمن دائم وفوري في المنطقة، ولكن أيضا استقرار شامل ودائم''، وأضاف أنه يحمل رسالة من الرئيس المالي أمادو تومانو توري لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تتضمن ''تحليلا للوضع في المنطقة وكيف نرى تطور وتدعيم علاقاتنا الثنائية في ظروف متوترة جدا، حيث كل التهديدات التي كنا نواجهها قد ازدادت حدة، وقررت الجزائر ومالي ''إعادة النظر'' في التعاون الثنائي و''بعثه'' لاسيما التعاون العابر للحدود حسبما أكده الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل·