انتفض أمس، المئات من سكان أحياء الشومارال، واد الذهب وجمعة حسين أمام مقر ولاية عنابة، مطالبين بالحصول على السكن الاجتماعي، رافعين شعارات ولافتات تندد بالحفرة والتهميش والإقصاء وبيروقراطية الإدارة، وتمكن العشرات منهم من اختراق الحزام الأمني المفروض عل المبنى وشرعوا في تقطيع أجسادهم بآلات حادة وشفرات الحلاقة وسط صرخات النساء والأطفال، وطالبت جموع المتظاهرين بضرورة تدخل مسؤول الجهاز التنفيذي المحلي لأن الوضع حسبهم لم يعد يحتمل، بعد إقصائهم من القوائم السكنية المفرج عنها مؤخرا ببلديتي عنابة والبوني. من جهتها، سارعت قوات مكافحة الشغب إلى تطويق كل مداخل ولاية عنابة وقامت باعتقال حوالي 10 أشخاص تمادوا في أعمال الشغب التي شنوها غير أن عدد الموقوفين لم نتمكن من تأكيده من مصادر رسمية، ورغم ذلك واصل السكان احتجاجهم وكان في مقدمتهم شباب وأطفال صغار ونساء مسنات كانوا يرشقون المقر بالحجارة ويصرخون تنديدا بالوعود الكاذبة فنريد السكنة ح ، باراكات من الحفرة باراكات.. ، وقد تطلب الوضع تدخل قوات ثانية من مكافحة الشغب خاصة أن النسوة قمن رفقة أطفالهن بإلقاء أنفسهن أمام السيارات وقطع الطريق المحاذي للولاية باتجاه ساحة الثورة وبعدها افترشن الطريق المقابل لمديرية التربية في محاولة للفت انتباه السلطات المحلية في حدود الساعة الحادية عشرة و40 دقيقة، مما عطل حركة المرور تماما لأزيد من ساعة، بعد أن باءت محاولة العائلات لمقابلة الوالي بالفشل. وبعدها توجهوا إلى الجهة الخلفية للولاية وقاموا بقطع الطرق الفرعية المؤدية إلى الشريط الساحلي، حيث اعتصموا في وسط الطرق ومنعوا المركبات من المرور والعبور مهدّدين أصحابها بتحطيمها في حال ما أصروا على العبور بالقوة. في المقابل، قام عدد من المحتجين بتقطيع أجسادهم بشفرات الحلاقة، مما تسبب لهم في جروح على مستوى البطن والصدر، مهدّدين بالانتحار في حال عدم تمكينهم من الحصول على السكن. وقد شهد مقر دائرة عنابة منذ الساعات الأولى للصبيحة فوضى عارمة بفعل اعتصام العائلات التي طالبت بإلغاء القائمة لإسقاط الاستفادات المشبوهة، ولم تفلح مسارعة رئيس الدائرة لاستقبال وفد من المتظاهرين من تهدئة أجواء الغضب، حيث شدّد هذا الأخير على أن السلطات لم تلغ القائمة المفرج عنها بل سيتم إسقاط حوالي ثماني استفادات فقط بسبب الطعون المقدمة ضدهم لكن تصريحات رئيس الدائرة أشعلت الوضع بشكل حول الاحتجاج السلمي إلى مسيرة حاشدة نحو مقر الولاية. وقد أكد عدد من سكان حي ''شومارال'' في تصريحات ل ''البلاد'' من موقع الاحتجاج أنهم لجأوا لهذه الانتفاضة الثانية من نوعها من حيث حجم المشاركة كونهم ملّوا من الوعود الكاذبة، حيث سبق أن وعدتهم مصالح ولاية عنابة بالترحيل إلى سكنات جديدة قبل نهاية السنة الماضية التي انقضت ولم تستفد ولا عائلة محرومة من الحي من البرامج السكنية الموعودة.