اشتعلت الجبهة الاجتماعية، أمس، بثلاث بلديات في عنابة وهي سيدي عمار والبوني إلى جانب بلدية عاصمة الولاية للمطالبة بعقود التشغيل والإدماج المهني وحل أزمة السكن. واتهم آلاف المحتجين السلطات المحلية بالتقصير في معالجة مشاكل السكن والبطالة التي أصبحت السمة الأبرز ليومياتهم. ففي بلدية عنابة، خرج الآلاف من سكان الأحياء الفقيرة على وجه التحديد وأغلقوا كل الطرقات والمنافذ المؤدية إلى مقري الولاية والبلدية بواسطة العصي والمتاريس الحديدية والحجارة، وبعدها نقلوا انتفاضتهم إلى مقر الولاية الذي لا يبعد عن مبنى البلدية سوى بأمتار قليلة فقط. وقد دفعت هذه الوضعية عناصر الأمن الوطني بالزي المدني والرسمي إلى التواجد بكثافة ومحاصرة مواقع الاحتجاج. ورفع الغاضبون شعارات منددة ب''الحفرة والإقصاء والتهميش'' من فرص التشغيل في إطار البرامج الوطنية لترقية تشغيل العاطلين عن العمل، خاصة أصحاب الشهادات الجامعية وخريجي معاهد ومراكز التكوين المهني. وقد اضطرت مديرية الأمن الوطني إلى الاستنجاد بقوات التدخل السريع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع مناوشات حادة بين الطرفين خلفت مصابين بجروح متفاوتة الخطورة. وتحول الدخول إلى وسط المدينة إلى الأمر المستحيل بسبب إغلاق كافة الطرقات انطلاقا من سيدي إبراهيم، محطة القطار ومحطتي كوش والحطاب لنقل المسافرين. وببلدية سيدي عمار التي تبعد بحوالي 20 كلم عن عاصمة الولاية، زحف الآلاف من الشباب إلى مقر مديرية التشغيل بعدما وجههم مسؤولو البلدية حين رموا بالكرة في مرمى قطاع الطيب لوح. ورفع الغاضبون مطالب تتعلق بتجديد عقود التشغيل وإدماج البطالين منهم ضمن حصص جديدة لعقود الإدماج المهني لذوي الشهادات وعديمي المستوى. وقال مسعود بوصبع المتحدث باسم جمعية الشباب البطال بسيدي عمار في تصريح لبالبلادب إن مدير التشغيل رضخ لمحاورة البطالين ووعدهم بنقل مطالبهم إلى الوزير الطيب لوح، هذا الأسبوع، لإقناع الوزارة الوصية بضرورة منح حصة جديدة معتبرة من عقود الإدماج المهني لحاملي الشهادات وعديمي المستوى الدراسي. أما بأحياء بلدية البوني على غرار بوخضرة وسيدي سالم فقد انتفض آلاف السكان احتجاجا على تقصير السلطات المحلية في حل أزمة السكن التي تضرب المنطقة منذ سنوات، ولم تفلح وعود المسؤولين المتعاقبين في وضع حد لها. وانضمت حشود الشباب البطال إلى الانتفاضة الشعبية للمطالبة بأحقيتهم في الحصول على عقود التشغيل والإدماج. وقالت مصادر مطلعة ل''البلاد'' إن مصالح الأمن الوطني شنت حملة توقيفات ضد عدد من المتظاهرين واقتادتهم إلى مراكز الشرطة لتحرير محاضر ضدهم. ولم يتسن ل''البلاد'' الحصول على الأرقام الرسمية بهذا الخصوص.