البلاد - بهاء الدين.م - احتشد المواطنون ، اليوم في الجزائر العاصمة لتكثيف الضغوط على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورموز نظامه لدفعهم إلى الرحيل. وفي سادس مسيرة أطلق عليها تسمية "جمعة الإصرار" بعد اقتراح الفريق أحمد ڤايد صالح، رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع تطبيق المادة 102 من الدستور والمتلعقة بشغور منصب الرئاسة، جدّد المتظاهرون مطلبهم بالتغيير "الشامل والجذري" و"مغادرة رموز السلطة "واحترام "إرادة الشعب". فيما خاطبت بعض الشعارات قيادة المؤسسة العسكرية مباشرة على غرار "الجيش الشعب خاوة خاوة" و"الجيش من صلب الشعب". وبدأت المجموعات الأولى من المتظاهرين تتوافد منذ الصبيحة في العاصمة باتجاه ساحتي البريد المركزي وموريس أودان، حيث تجمعوا هناك رافعين الراية الوطنية وصور الشهداء ومرددين شعارات تطالب ب"التغيير الجذري والشامل للنظام" و"بناء دولة الحق والقانون"، "تطبيق أحكام الدستور" وكذا "احترام إرادة الشعب" و"محاربة الفساد"، بالإضافة إلى "رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد". كما أشاد المتظاهرون خلال هذه المسيرات الشعبية بالجيش الوطني الشعبي وبدوره في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية ترابها ووحدتها الوطنية. وسلك المتظاهرون العديد من شوارع العاصمة وساحاتها، على غرار ساحة أول ماي، شارع حسيبة بن بوعلي، نهج باستور، مرورا بالنفق الجامعي وساحة موريس أودان. ونظمت حشود من المتظاهرين أمس محاكمة افتراضية لرموز النظام، لم يقف فيها عبد العزيز بوتفليقة لوحده، بل كان مصحوبا فيها بوجوه أثيرت حولها شبهات الفساد، هم خليط من رجال السياسة والمال على غرار عمار غول، علي حداد، أحمد اويحيى وغيرهم. ورفع قطاع من المواطنين لافتات تحمل شعارات رافضة للحل الدستوري الذي اقترحه رئيس الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد ڤايد صالح على غرار "لا للمادة 102 . . نعم للمادة 07" و"لا تمديد لا تفعيل.. كي بن صالح.. كي السعيد". وعلى غرار كل المرات السابقة، كان الحاضر الأكبر خلال هذه المسيرات، العلم الوطني الذي حمله الجميع والذي اتشحت به واجهات البنايات والمحلات، لتكتسي العاصمة بحلة ثلاثية الألوان: الأحمر والأخضر والأبيض، حيث لوحظ توزع باعة متجولين بمختلف الأزقة، يعرضون رايات وطنية بمختلف الأحجام للبيع. وجدد المتظاهرون إصرارهم على إحداث التغيير الشامل من خلال رفعهم لشعارات تعكس رفضهم للقرارات المعلنة من قبل رئيس الجمهورية وتمديد العهدة الرئاسية الرابعة وكذا مختلف الاقتراحات التي تهدف للالتفاف على مطالب الشارع. فيما صبت أخرى في خانة الحفاظ على الوحدة الوطنية، مثل "لا فرق بين عربي وقبائلي وشاوي وإسلامي وعلماني إلا بالوطنية" والتمسك بمبادئ بيان نوفمبر على غرار "من أجل جزائر نوفمبرية"، كما أجمعوا على الطابع السلمي لهذا الحراك من خلال شعار "سلمية- سلمية". من جهة أخرى، فضل البعض الآخر التعبير عن تشبثهم بتكريس الديمقراطية وتمكين الجيل الجديد من تسيير شؤون البلاد والذهاب نحو إرساء الجمهورية الثانية عبر تبني شعارات غلب على بعضها الطابع الساخر.