البلاد - حليمة هلالي - ارتفعت اليوم أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2018، مدفوعة بتخفيضات الإنتاج الحالية التي تطبقها أوبك والعقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا وتأثير الحرب في ليبيا فضلا عن بيانات الوظائف القوية في الولاياتالمتحدة. وبلغت أسعار خام برنت (مقياس النفط الجزائري) 70.62 دولارا للبرميل، مرتفعا ب28 سنتا بما يعادل 0.4 بالمئة، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 63.39 دولارا للبرميل. وسجل الخامان أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر الماضي عند 70.76 و63.48 دولارا على الترتيب في التعاملات المبكرة يوم أمس. وكانت أوبك اتفقت مع منتجين من خارجها على خفض الإمدادات بواقع 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام. وأكد أحد الخبراء في مجال الطاقة "إن تخفيضات إنتاج أوبك الحالية والعقوبات الأمريكية علي إيران كانتا المحركين الرئيسيين للأسعار على مدار العام الحالي"، وتابع "لكن الدفعة الأخيرة جاءت من تصاعد النزاع في ليبيا مما يهدد بتعطيل أكبر للإمدادات. ومن جهته قال وزير الطاقة السعودي "إنه من السابق لأوانه الحديث عن إجماع بين أوبك وحلفائها على تمديد اتفاق خفض المعروض، لكن اجتماعا من المقرر عقده في ماي سيكون محوريا." وقال الفالح "إن اللجنة ستكون نقطة نقاش محورية لأننا سنعلم يقينا بحلول ذلك الوقت أين يقع الإجماع، والأهم، قبل أن نطلب الإجماع، أننا سنعلم وجهة العوامل الأساسية". وأضاف الفالح أن مخزونات النفط مازالت أعلى من المتوسط لكن السوق تتجه صوب إعادة التوازن، مضيفا "لا أعتقد أننا سنحتاج (لفعل المزيد)، والسوق في طريقها نحو التوازن فعلنا أكثر بكثير من الآخرين" في إشارة إلى احتمال مواصلة السعودية خفض الإنتاج بشكل أكبر من المستهدف لها وفق الاتفاق العالمي. وتابع "نتجه إلى مرحلة تبدأ فيها المخزونات بالاستقرار والانخفاض لكنها مازالت أعلى بكثير مما أعتبره مستوى طبيعيا". وقالت روسيا، التي تخفض إنتاج النفط مع أوبك، إن تخفيضات الإنتاج ستظل قائمة حتى جوان على الأقل عندما تصبح خطوات واشنطن المقبلة بشأن تقليص الصادرات الإيرانية والفنزويلية أكثر وضوحا. وأيدت بدورها روسيا الاتفاق المعروض مع أوبك، كما أنها تريد زيادة إنتاج النفط عندما تجتمع مع أوبك في جوان نظرا لتحسن أوضاع السوق وتراجع المخزونات. وأفاد ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الحكومي الروسي، أول مسؤول روسي يتنبأ بإبرام اتفاق مع أوبك في 2016 وأصبح منذ ذلك الحين مدافعا رئيسيا عن الاتفاق رغم ضغوط بعض شركات النفط المحلية للتخلي عنه. وفي الأشهر الأخيرة، قال ديميترييف، وهو مبعوث لموسكو في الشرق الأوسط عموما والسعودية على وجه الخصوص، إنه من السابق لأوانه إنهاء تخفيضات الإنتاج، وهو ما يتماشى مع موقف السعودية أكبر منتج في منظمة أوبك. وقال "من الممكن جدا في ضوء تحسن وضع السوق وتراجع المخزونات أن تقرر (أوبك وحلفاؤها) في جوان هذا العام التخلي عن تخفيضات المعروض وبالتالي زيادة الإنتاج." وأضاف "هذا القرار لن يعني نهاية الاتفاق بل سيكون تأكيدا على استمرار المشاركين في تنسيق الجهود عندما يكون من المهم ليس الخفض فحسب بل زيادة الإنتاج وفقا لأوضاع السوق."