أبدى أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة، أمله في ألا يحدث في الجزائر ما وقع في بعض الدول العربية وخاصة تونس ومصر· ودافع بن بلة عن شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واصفا إياه ب''الأخ الصغير''· وذكر الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، في حوار مطول مع مجلة ''جون أفريك'' الصادرة بفرنسا، أن بوتفليقة هو الشخص الأصلح حاليا لقيادة الجزائر، مضيفا ''إن الجزائر ليست بلدا سهلا، وقيادة الجزائريين حقا ليسة بالأمر الهين''· وتحدث بإسهاب عن تداعيات ما وصفه ب''الغليان'' الحاصل في الأقطار العربية، ومع أنه تحفظ على توصيف ما يجري من حراك شعبي ب''الثورات''، إلا أنه أدرج ذلك في خانة ما أسماه ''نفض الغبار من قبل الشعوب عن الأنظمة''· وعبر بن بلة عن خشيته من أن يتكرر سيناريو تونس ومصر في الجزائر، وأكد قائلا: ''لا أتمنى أن يحدث لنظام الحكم في الجزائر ما حدث في بعض الدول العربية مثل تونس ومصر واليمن أو في ليبيا''· وأوضح أن أي سيناريو للقطيعة مع النظام الجزائري لا يجلب أي خير للجزائر· وتحاشى الرئيس الأسبق الخوض في مسألة تنحيته من الرئاسة في انقلاب 19 جوان ,1965 الذي اصطلح على تسميته ب''التصحيح الثوري'' قبل أن يقرر الرئيس بوتفليقة إلغاءه من رزنامة الأعياد الوطنية· كما حرص على ذكر رفقاء السلاح بالخير باستثناء الرئيس الراحل محمد بوضياف الذي اعتبره ''بعيدا عن فهم أمور العسكر''، والشهيد عبان رمضان الذي اتهمه بأنه تعمد منعه من المشاركة في مؤتمر الصومام· واعتبر المتحدث أنه كان بالإمكان تحقيق استقلال الجزائر قبل 7 سنوات من الجهاد· وحسب المتحدث فإن بعض ''الحماقات'' عطلت تحقيقه إلى غاية .1962 وبكثير من الفخر، تحدث بن بلة عن دوره في حادثة السطو على مكتب بريد وهران عام ,1949 وشدد على أن تلك الحادثة كانت من أبرز إرهاصات اندلاع ثورة التحرير، ليؤكد أنه هو منظم ومؤطر الهجوم على مركز بريد وهران وليس حسين آيت أحمد، مؤكدا احترامه لحسين آيت أحمد الذي قال إنه ''كان في كثير من الأحيان قبائليا أكثر منه جزائريا''· كما دافع بن بلة عن اختيار النهج الاشتراكي لما تولى قيادة الجزائر الفتية عام ,1962 مبررا ذلك أن ''النظام الاشتراكي كان الأصلح للجزائر في تلك الفترة''·