أطلق الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، لأول مرة، تصريحات تخص الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وقال إنه ''أعزب'' ومصمم على العزوبية، كما وصفه ب''الأخ الصغير''، بينما قال في شأن الزعيم حسين آيت أحمد بأنه ''قبائلي أكثر من كونه جزائريا''، أما الراحل بوضياف فقال إنه ''لا يفهم في أمور العسكر''. في حوار أجرته معه أسبوعية ''لو جون أفريك'' ونشرته أول أمس، قال صحفي المجلة إن بن بلة تحدث عن ''عزوبية'' الرئيس بوتفليقة بأسف وقال ''رجل في مثل سنه لم يتزوج''، مشيرا إلى ''إصرار'' بوتفليقة على عدم الزواج. وسردت المجلة معلومات عن زواج الرئيس بصيغة ما نقلته عن بن بلة في الحوار الذي أجري في بيته بأعالي العاصمة، قبل إصدار كتابه عن الثورة، بأن الرئيس البالغ من العمر 74 سنة إنما كان تزوج في السر، لكنه قصة زواجه بقيت واحدة من الطابوهات، على أن بوتفليقة تزوج من أمال مكي سنة 1990، وهي بنت دبلوماسي جزائري اشتغل سنوات في القاهرة، وجرى حفل الزفاف بأعالي العاصمة بحضور عدد من أفراد عائلته وعائلة الزوجة. وأبدى الرئيس الأسبق تأييدا لبقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم، موضحا أنه لا يتمنى أن يتعرض النظام لهزة، مثلما تشهده أنظمة عربية وشهدته كل من تونس ومصر واليمن وليبيا، وقال ''لا أريد ذلك''، على أن سيناريو القطيعة لا يأتي بالخير للجزائر، وصرح بن بلة ''لدينا رئيس هنا وأفضل أن يبقى''. ورغم أنه شارك في الانقلاب عليه، جوان 65، إلا أن بن بلة اعتبر بوتفليقة ''أقل السيئين''، معتبرا أن الجزائر ''ليست سهلة، وأن تحكم الجزائريين، حقيقة أمرا ليس سهلا''. وتطرق بن بلة إلى الثورات في المنطقة العربية وقال إن ''العالم العربي يعيش غليانا'' اعتبره ''طبيعيا''، باعتبار أن الشعوب تعمل على نفض غبار الأنظمة المرابطة في مكانها، لكنه عبر عن رفضه استعمال كلمة'' الثورة'' لوصف ما يحدث. ولم يخف الرئيس الأول للجزائر المستقلة، كونه من أصول مغربية، مشيرا إلى أن والدته ووالده مغربيان حتى وإن ولد هو وترعرع في الجزائر، ورافع على تحقيق الفضاء المغاربي الموحد وعلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب، وقال إن ذلك ممكن و''يجب أن تكون الحدود مفتوحة''. وتحدث بن بلة عن تأسيس المنظمة الخاصة العام 1947، والهجوم المسلح الذي شن على بريد وهران، حيث قال المتحدث إنه هو من كان وراء تدبير الهجوم، بينما كان آيت أحمد قد أكد هو الآخر من قبل أنه كان المدبر في كتابه ''ذاكرة محارب''. وأشار بن بلة في الحوار إلى أنه يحترم آيت أحمد الذي كان دوما ''قبائليا أكثر منه جزائريا''، إلا أنه أكد أن ''الهجوم على بريد وهران وفي أدق تفاصيله، كنت أنا المدبر له''. كذلك تحدث عن شرارة أول نوفمبر 54، وقال إن ''أول نوفمبر كان أنا''، ونقلت ''لوجون افريك'' أن بن بلة مازال يكنّ حقدا لعبان رمضان ''الذي حاول منعه من المشاركة في مؤتمر الصومام .''1956 ودار الحديث عن الرئيس الراحل محمد بوضياف، حيث قال عنه بن بلة إنه كان ''محاربا حقيقيا'' لكنه كان ''لا يفقه في الأمور العسكرية''.