وجد الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، صعوبة في تحمل مشهد دخوله السجن واستيعاب قرار قاضي المحكمة العليا بإيداعه الحبس المؤقت بالحراش، بعد ساعات من استجوابه، حيث ذكرت مصادر مقربة أن أويحيى فقد توازنه مباشرة بعد دخوله السجن، واضطر لتناول أدوية منومة ومسكنات بعد معاينته من قبل طبيب مختص في السجن. وعاش آخر المسؤولين المحالين على سجن الحراش لحظات قاسية غير قابلة للنسيان بعدما وطأت أقدامهم أسوار المؤسسة العقابية، حيث أن مشهد دخولهم للسجن، وسط ترقب وهتفات عالية من بعض المساجين، حسبما ذكرته مصادر مقربة، شكلت صدمة قوية لكل من أحمد أويحيى الوزير الأول السابق وحتى عبد المالك سلال، حيث أكدت المصادر ذاتها، أن أحمد أويحيى أصيب بانهيار بمجرد دخوله حبس الحراش على الرغم من المعاملة التي حظي بها، لكن أصوات المساجين التي رحبت به على وقع "جيتو للحراش يا السراقين"، بعدما حاصرته احتجاجات المواطنين التي رمته بعلب الياغورت وعبرت عن فرحتها بدخوله السجن، جعلته يصاب بصدمة، وظل ملتزما الصمت دون أي حركة. وأضافت المصادر ذاتها، أن وحشة السجن وآثار الصدمة ازدادات مع بداية الليلة الأولى التي قضاها أويحيى في السجن، حيث امتنع عن تناول الطعام المقدم له، ونظرا لحالته المتدهورة، فقد اضطر الطاقم القائم على مراقبته إلى الاستعانة بطبيب من أجل منحه أدوية منومة ومسكنات. هذا، ولم يكن حال سلال بأقل من حال أويحيى، حيث أن هذا الأخير تفاجأ أيضا بقرار إيداعه الحبس الحراش، الذي بات يجمع كبار مسؤولي الدولة من النظام السابق والمحسوبين على الرئيس بوتفليقة بتهم ثقيلة وفق قانون الفساد.