الإندونسيين لديهم رغبة كبيرة في زيارة الجزائر 5000 سائج جزائري زاروا أندونسيا في 2018 موقفنا واضح تجاه القضية الفلسطينية وصفقة القرن يسودها الكثير من الغموض
البلاد - الطاهر سهايلية - في مقر سفارتها الجديدة، استقبلتنا سفيرة اندونيسيابالجزائر، "سفيرة محروسة"، فاتحة لنا قلبها على كل التساؤلات والإستفهامات المبهمة التي كانت تشكل عائقًا لمعرفة كل من يخص العلاقات الجزائرية الإندونيسية وآخر مستجداتها لاسيما الإقتصادية والتعاون الثنائي بين البلدين على المستوى السياسي والدبلوماسي فيما يخص القضايا الدولية. السفيرة وفي هذا الحوار الذي خصت به "البلاد"، أشادت بالعلاقات التي تجمع بين الجزائروجاكرتا في جانبها السياسي، متمنية تعزيزها أكثر في طورها الإقتصادي والثقافي، ملمحةً في الوقت ذاته، إلى أن حكومة بلادها تنتظر من الجزائر أن تقدم تسهيلات للسياح الإندونيسيين الذي يودون بفارغ الصبر زيارة الجزائر وإكتشافها والتقرب من شعبها، بالإضافة للنظر في ملفات رجال الأعمال الإندونسيين الذين أبدوا رغبة كبيرة في الإستثمار المباشر في الجزائر. وفي ختام حديثها، أكدت المتحدثة، أن موقف بلادها من القضية الفلسطينية ثابت ومعروف لدى عامة الدول في إشارة إلى أن حكومة جاكرتا تدرس وتتابع "صفقة القرن" التي يقودها عراب البيت الأبيض ونجل ترامب "جاريد كوشنر". حاورها: الطاهر سهايلية
* ما تقيمكم لواقع العلاقات الثنائية بين الجزائر وإندونسيا؟ سفيرة: إن العلاقات الجزائرية- الإندونسية كلما مر الوقت كلما زادت قوةً وتطورًا وإرتباطاً وهذا يبرز من خلال زيارة وفود متبادلة بين البلدين، ومن بين الزيارات الأخيرة تلك التي شهدتموها زيارة وزير التجارة الإندونيسي للجزائر، لدينا تعاون ثنائي مثمر خاصة في المجال الدبلوماسي والإقتصادي والسياحي، إلا أننا نطمح لتعزيزه أكثر على المستوى الإقتصادي والثقافي، وهذه مسؤولية كبيرة على عاتقنا تجاه شعبيينا تتطلب منا بذل جهود أكثر، وعمل مستمر وتنسيق ثنائي بغية تحقيق مصالح البلدين والشعبيين الشقيقين.
* هل يتفق البلدان في وجهات النظر بخصوص الملفات الإقليمية أو الدولية؟ سفيرة: قبل أن نتحدث عن مواقف البلدين على الساحة الدولية، لابد من الإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية وتعود جذورها لمؤتمر باندونغ المنعقد سنة 1955 أو ما يعرف بالمؤتمر الأفروآسيوي حيث استقبلت أندونيسيا في تلك الفترة وفد من "جبهة التحرير الوطني" وكان ذلك قبل استقلال الجزائر، وهذا دليل على أن علاقاتنا لها بعد تاريخي، وإنطلاقًا من هذه المبادرات التي عملت حومتا البلدين على ترجمتها إلى تعاون وتنسيق واقعي على الميدان، خاصة فيما يخص الملفات الدولية، ناهيك عن الدعم المتبادل بين البلدين في إطار تنصيب بعض الأعضاء من كلا البلدين في الأممالمتحدة، وهذا تعاون في غاية الأهمية، كما لا ننسى أن الجزائر دعمت إندونيسيا لكي تصبح عضوًا غير دائم في مجلس الأمن، نفس الدعم قدمته إندونيسيا للجزائر من خلال المبادرة التي تقدمت بها الجزائر للأمم المتحدة المتعلقة ب"العيش معًا بسلام"، والتي لقيت ترحيبًا وقبول كبير لدى معظم دول العالم وصادقت عليها الدول المشركة في ذلك الإجتماع بما فيها إندونسيا.
* كما تعلمون انطلق الموسم الصيفي منذ أشهر والكثير من الجزائريين يرغبون في التوجه إلى إندونيسيا.. ما هي التسهيلات والخدمات التي تقدمها الحكومة الإندونيسية للسائح الجزائري وهل هناك منح أو مستجدات بخصوص التأشيرة وكم بلغ عدد السياح سنة ؟ بطبيعة الحال، إن إندونيسيا تدولي أهمية كبيرة لهذا القطاع من خلال تقديم الدعم المالي والسهر على تقديم أفضل خدمات للسياح، وتحديث المؤسسات السياحية بما يتماشى ما يطلبه السائح الأجنبي، وخاصة الجزائري، وهنا أود أن أشير إلى أن حكومتنا كانت قد خصصت منح للطلبة الجزائريين لتعلم الثقافة واللغة الإندونيسية، ومن بين تلك المنح منحة "دارماسيسوا" المعروفة على المستوى العالمي، كما يوجد هناك منح أخرى وبرامج دعم للتعريف بالثقافة الإندونيسية. أما في ما يخص عدد السياح، فقبل مجيء للجزائر سنة 2016 كان عدد السياح الجزائريين لا يتجاوز 1000 سائح، ومنذ أن استلمت مهامي كسفيرة ارتفع عدد السياح الجزائريين إلى 5000 سائح (معطيات 2018)، من بينهم سياح ورجال أعمال، وطلبة، وكتشجيع للسياحة الإندونيسية فقد منحت الحكومة مدة 30 يومًا دون تأشيرة للجزائريين الذين يرغبون في زيارة إندونيسيا، ونأمل من الحكومة الجزائرية أن تعمل وتتخذ نفس الإجراء الذي الذي اتخذته حكومتنا تجاه السياح الجزائريين، ونتمنى أن تتجاوب معنا في القريب العاجل، وهذا لأن فئات كبيرة من الإندونيسيين يرغبون في زيارة وإكتشاف الجزائر، لاسيما وأن عدد سكان إندونيسيا قد بلغ 267 مليون نسمة، وبالتالي سنكون سعداء إذا أعادت الجزائر النظر في سياستها تجاه السياح الإندونيسيين.
* لو نتحدث باختصار عن الجانب الإقتصادي.. كم يبلغ حجم التبادلات التجارية بين البلدين، وهل هناك اتفاقيات لم يكشف عنها بعد في مجال الاستثمارات؟ تعرفون أن الجزائر دولة غنية بمواردها الطاقوية والطبيعية، ولكن أعتقد أن هذه الثروات لم تستغل بعد. فيما يخص مجال الاستثمارات، فإن هناك شركات إندونيسية قامت بدراسة السوق الجزائرية دراسة دقيقة من العرض والطلب وما يحتاجه الجزائري، أو فيما يتعلق بالقاعدة المعروفة لدى الجانب الجزائري 49% - 51% أو بالقدرة الشرائية أو نوعية المنتوجات الإستهلاكية لدى المواطن الجزائري، لكن هناك بعض الشركات الإندونيسية تنوي الاستثمار في الجزائر بطريقة مباشرة إلا أنها لم تحصل بعد على التصريح من الحكومة الجزائرية لكي تنطلق في عملها.
* ما موقف إندونيسيا من صفقة القرن؟ لا يخفى عليكم أن إندونيسيا تترأس مجلس الأمن منذ أشهر، ومواقفها تجاه الصراع أو القضية الفلسطينية واضحة، فهي دائمًا كانت تدعم الشعب الفلسطيني حتى يحقق ما كافح ونضال من أجله، ومن أبرز تلك الحقوق المهضومة، حقه في تقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة. أما بخصوص ما يسمى "بصفقة القرن" فنحن لا زالنا لم نتطلع بعد إن كانت هذه الصفقة موجودة من أساسها فحسب علمي فهي متداولة إعلاميًا فقط، نحن ككل الدول نتابع ونترقب الساحة الدولية، أعتقد أن الجزائر لحد الآن في حد ذاتها لم تعطي رأيها أو توضح أو تعلق على الموضوع.
هل لديك ما تضيفنه ككلمة ختامية؟ أثمن جهودكم المبذولة تجاه بلادنا وتجاه علاقاتنا الثنائية مع الجزائر، نحن دائما نأمل تحقيق وبلوغ طموحات شعوبنا واتمنى أن نحقق ما نطمح من أجله مع الجزائر وذلك بما يخدم مصالحنا المشتركة. أتوجه بجزيل الشكر لك على هذه الالتفافة الطيبة ولكل زملائك بمجمع "البلاد" على ما تقدموه من جهود حثيثة لأن الإعلام يقوم بدور كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدان، ومد الجسور وتقريب الشعوب. اتمنى لكم حظًا موفقًا في مشواركم الإعلامي، كما انتهز هذه الفرصة لأرسل تهانينا الخالصة للجزائر شعبًا وحكومةً وللأمة الإسلامية قاطبة بمناسبة عيد الأضحى المبارك عيدكم سعيد مبارك وكل عام وانتم بخير.