تواجد نادي مولودية وهران بدون رئيس منذ بداية شهر يونيو المنصرم في الوقت الذي تهدد فيه العقوبة الفريق الناشط في بطولة الرابطة الأولى على خلفية عدم استجابته لمطالب المديرية الوطنية لمراقبة التسيير التي أنشأها مؤخرا الاتحاد الجزائري لكرة القدم. وتمر خمسة أشهر كاملة عن آخر اجتماع لمجلس إدارة الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران تم خلاله المصادقة على استقالة الرئيس السابق احمد بلحاج الملقب ب''بابا''، ولكن من دون أن يتم انتخاب خليفة للرئيس المستقيل الذي أشرف على النادي لخمس سنوات كاملة. ورغم أنه تم خلال ذات الاجتماع تعيين نصر الدين كاراوزن لرئاسة المولودية، إلا أن المعني لم يتمكن من الصمود في منصبه لأكثر من يومين فقط، ليعلن انسحابه المبكر. وفي خضم الأزمة الإدارية التي تولدت عن شغور منصب الرئيس، لجأ أعضاء مجلس الإدارة، بتوصية من الوالي السابق لوهران، لتعيين الدولي الجزائري السابق سي الطاهر شريف الوزاني في منصب المدير العام للشركة الرياضية، وهو منصب قبله عن مضض بطل إفريقيا مع المنتخب الجزائري سنة 1990. فشريف الوزاني ظل يردد بأن الأمور الإدارية ليست من اختصاصه وأنه عاد إلى ناديه الأصلي رغبة منه في مساعدته فوق المستطيل الأخضر، ولكن نداءاته لم تجد آذانا صاغية من طرف أعضاء مجلس الإدارة الذين ''اختفوا'' منذ أن وقعوا على محضر تنصيب المدير العام الجديد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لأن شريف الوزاني ظل يشتكي من يومها مما وصفه بالعراقيل المختلفة التي توضع في طريقه من طرف أعضاء مجلس الإدارة أنفسهم، وهي العراقيل التي دفعته في أكثر من مناسبة الى التهديد بالاستقالة. ولعل ما زاد في تعقيد مهمة المعني أن النادي يمر أيضا بأزمة مالية حادة، قبل أن تزيد متاعبه مؤخرا التهديدات التي يتعرض إليها ناديه من طرف المديرية الوطنية لمراقبة التسيير. فهذه الهيئة تنتظر دائما من إدارة الفريق الوهراني مدها بوثائق متعلقة بالتسيير المالي والإداري للنادي، وذلك في إطار المهمة التي أسندت إليها والهادفة إلى إعادة النظر في التسيير العام للنوادي المحترفة. لكن الوثائق المطلوبة والتي يترتب على الأندية الرافضة منحها إلى المديرية المذكورة خصم نقاط من رصيدها، غير متوفرة في مكاتب إدارة مولودية وهران، بل يصعب تحضيرها في أقرب الآجال على خلفية عدم عقد أية جمعية عامة من طرف الرئيس السابق للمصادقة على تقاريره المالية برسم السنوات الأخيرة. وعليه، يجد شريف الوزاني ومساعدوه أنفسهم في وضعية استثنائية ناجمة عن الغموض الكبير الذي يكتنف تسيير الشركة الرياضية لناديهم في الفترة السابقة، وهي من أهم أسباب تراجع مؤسسة ''هيبروك'' عن شراء أغلبية أسهم ذات الشركة وفقا للاتفاقية المبرمة مع مجلس إدارة النادي الوهراني في يناير المنصرم. وأمام الخطر المحدق بمولودية وهران، أضحت كل الآمال معلقة على السلطات الولائية للتدخل من أجل إجبار المساهمين في الشركة الرياضية على ترتيب أمورهم الإدارية من أجل تجنيب فريقهم ما لا يحمد عقباه. وتدخل ضمن هذا المسعى المقابلة التي كانت مؤخرا لشريف الوزاني مع والي وهران عبد القادر جلاوي، الذي استمع لمطالب الإدارة ''الحمراوية" ووعد بالاستجابة لها، وفقا لتصريحات المدير العام للمولودية. ورغم حالة الانسداد التي تواجه أبناء الباهية، إلا أن النتائج المسجلة لحد الآن مقبولة إلى حد كبير، بدليل احتلالهم الصف الثالث في الترتيب وبمباراة ناقصة سيلعبونها السبت المقبل على ميدان شبيبة الساورة.