البلاد -ليلى.ك - رفضت تنسقية أساتذة الابتدائي جلسة التفاوض الشكلية التي دعت إليها مصالح وزير التربية بلعابد عن طريق مدير التربية، معتبرة إياها مبادرة غير جادة الهدف منها زرع الانشقاق والتفرقة داخل التننسيقية لكسر الحركة الاحتجاجية والإضراب الذي تواصل أمس أيضا، حيث قاطع الأساتذة الاختبارات لليوم الثاني على التوالي. فيما اجتمع أمس نواب من كتلة الأحرار بالبرلمان، مع أعضاء التنسيقية في جلسة عمل تعهدوا بنقل انشغالاتهم للحكومة. ونظم أساتذة الطور الابتدائي اليوم المضربين منذ تسعة أسابيع، وقفة احتجاجية واسعة أمام ملحقة وزارة التربية بالعاصمة، حيث توافد الأساتذة بقوة ومن مختلف الولايات منذ الساعات الأولى من صباح أمس على ملحق مصالح بلعابد، وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة، أكدوا خلالها تمسكهم بمطالبهم المهنية. بالموازاة مع ذلك، تواصلت أمس أيضا مقاطعه اختبارات الفصل الأول من طرف أساتذه الابتدائي، حيث عاد التلاميذ أدراجهم بعد أن أخبرهم أساتذتهم بتأجيل الامتحانات إلى أجل غير مسمى. وشهد اعتصام الأمس مشاركة بعض أولياء التلاميذ الذين فضلوا الاحتجاج جنبا الى جنب مع الأساتذه، تعبيرا عن مساندتهم لهم ولمطالبهم في محاولة لإلزام مصالح بلعابد بالتدخل وإنقاذ الفصل الأول من الموسم الدراسي. هذا وعرف التجمع حضورا مكثفا لقوات الأمن، حيث تطويق جميع المداخل المؤدية للمنطقة. فيما تم تجنيد أعداد هائلة من الشرطيات لتأطير الحركة الاحتجاجية، باعتبار أن النساء يمثلن أكبر نسبة من الأساتذة وكذا المحتجين. وقال ممثل التنسيقية لمنطقة الحزائر وسط، الياس شراد في تصريح ل«البلاد" على هامش الاعتصام الوطني، إن وزاره التربية كلفت مدير التربية شرق، بالوساطة مع المضربين، حيث تم الاتصال بممثلي الوسط في التنسيقيه لدعوتهم إلى اجتماع مع مسؤلين في الوزاره، مساء امس، بعد أن سجلت أعلى نسبة مقاطعة للاختبارات في هذه المنطقة، مع شرط تجميد الاضراب وهو ما رفضته التنسيقية جملة وتفصيلا، حيث أشار المتحدث إلى أن ممثلي الاساتذه، رفضوا الدعوة لأنها تخفي حسبه نية لإثارة الفتنة داخل التنسيقية وكسر التلاحم بين ممثليها في جميع الولايات "وإلا كيف يفسر دعوه ممثلي الوسط فقط دون باقي المنسقين"، يضيف ممثل التنسقية الذي شدد على أن التنظيم كيان واحد ومتناسق وتمثل جميع الأساتذه المضربين عبر الوطن. من جهة اخرى، التقى ممثلو التنسيقية، أمس، دعوه من كتله الأحرار، حيث توجهوا مباشرة بعد انتهاء الوقفة الوطنية في حدود الساعة الواحدة زوالا إلى البرلمان وتعهد النواب خلال اللقاء بنقل انشغالات الأساتذة إلى الحكومة. وعبر المحتجون على لسان ممثلهم عن "تذمرهم من صمت الوزارة في الرد على انشغالاتهم"، في وقت الذي لجأت فيه تنسيقية الأساتذة إلى مقاطعة اختبارات الفصل الأول منذ اول أمس. وقال محدثنا إن "اللجوء إلى مقاطعة الاختبارات جاء بسبب عدم استجابة الوزارة للائحة المطالب المرفوعة"، مؤكدا تمسك التنسيقية بالحوار للوصول إلى اتفاق بشأن هذه المطالب. وتتمثل أرضية المطالب في "الالتزام بالمساواة بين أساتذة الأطوار التعليمية الثلاث في الحجم الساعي والتصنيف وكذا مراجعة المناهج التربوية، سواء بإدراج الاختصاص في التعليم الابتدائي لتحقيق الجودة التي تكرسها المعايير الدولية في مجال التربية والتعليم أو مراجعة المقرر الدراسي". كما يطالب الأساتذة المحتجون بتفعيل المرسوم الرئاسي 266 /14 المؤرخ في 28 سبتمبر 2014 الخاص بالشبكة الاستدلالية ودفع التعويضات بأثر رجعي، إلى جانب المطالبة بحقهم في التكوين.
الأولياء يحتجون على مواضيع الاختبارات التي أعدها المفتشون.. ومدراء المؤسسات في ورطة من جهة أخرى، أشارت مصادر تربوية إلى أن عديد التلاميذ وأوليائهم قد اشتكوا من طبيعة المواضيع التي طرحت عليهم وأنجزت من قبل مفتشي التربية الوطنية للمواد، بحيث وردت -حسبهم - صعبة الفهم ولا تتلاءم والتدرجات السنوية بمعنى عدم تطابقها ووضعية تقدم الدروس على اعتبار أن واضعوها ليسوا بأساتذة، حيث طرحت عليهم أسئلة لدروس لم يتلقوها بأقسامهم التربوية، الأمر الذي أدى إلى خلق فتنة وبلبلة بالمدارس الابتدائية وزاد في اتساع رقعة الاحتجاجات، حيث وجد مديرو المدارس أنفسهم في ورطة.