البلاد - حليمة هلالي - ترافع الجزائر مع شركائها بمنظمة الأوبك على تمديد خفض إنتاج النفط ومناقشة كيفية التدخل الإيجابي في السوق، لإنقاذ أسعار النفط وربما رفعها إلى مستويات فوق 65 دولاراً للبرميل، خاصة وأن الحكومة اعتمدت السعر المرجعي لبرميل النفط ب 50 دولارا وسعر السوق للبرميل ب 60 دولارا وذلك للفترة الممتدة إلى غاية 2022. وتسعى الجزائر التي كانت سباقة لعرض خفض الإنتاج لمواصلة الجهود لموازنة السوق وذلك بمعية باقي دول الأعضاء وشركائهم حتى تعود الأنفاس للأسواق التي انهارت إلى مستويات كبيرة منذ منتصف سنة 2014 وأثرت على عائداتها النفطية، حيث حددت السعر المرجعي ب 50 دولارا الذي أملاه تراجع عائدات الجباية النفطية وفرضته خيارات الحكومة الأخيرة والمتعلقة بالتخلي عن التمويل غير التقليدي كحل جاهز لتغطية عجز الميزانية بعيدا عن خزانة احتياطي الصرف. وفي هذا الصدد سيشارك غدا وبعد غد وزير الطاقة، محمد عرقاب، في عدة اجتماعات لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وخارجها في فيينا بالنمسا كما سيشارك في أشغال الدورة 177 للندوة الوزارية لدول المنتجة والمصدرة للنفط "أوبك". كما سيشارك أيضا في الاجتماع السابع للدول الأوبك وخارجها، وكذا أشغال ميثاق التعاون المزمع عقده يوم 6 ديسمبر الجاري بفيينا. وكان وزير الطاقة قد أكد أن الجزائر ستعمل أثناء ترأسها لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"سنة 2020 على مواصلة الجهود لاستقرار السوق النفطية بما يخدم المنتجين والمستهلكين. وحسب بيان لوزارة الطاقة، فإن "اجتماعات فيينا تدخل ضمن الإجماع السابع عشر للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق "أوبك" وخارجها. وتزامنا والاجتماعات التي سيتم مباشرتها اليوم ارتفعت أسعار النفط مع تنامي الآمال بأن تتفق أوبك وحلفاؤها على تخفيضات أكبر للإنتاج في اجتماع الأسبوع الجاري رغم أن المكاسب كانت محدودة مع تشكيك بعض المحللين في تنفيذ تخفيضات أكبر. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 17 سنتا أو0.3 بالمئة إلى 61.09 دولار للبرميل . وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا او0.5 بالمئة إلى 56.21 دولار للبرميل، وكان العقد ارتفع 1.4 بالمئة أمس. وقال مصدران مطلعان إن منظمة أوبك وحلفاءها وهي المجموعة المعروفة باسم أوبك، تدرس خطة لزيادة تخفيضات الإمدادات الحالية البالغة 1.2 مليون برميل يوميا بواقع 400 ألف برميل يوميا وتمديد التخفيضات حتى جوان. وتضغط السعودية لتنفيذ الخطة، إذ تريد القيام بمفاجأة إيجابية للسوق قبل إدراج أرامكو السعودية، كما قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة بحثية "نعتقد أن تحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط عالميا يتطلب تمديد تخفيضات أوبك". وعزا البنك السبب وراء تلك النظرة إلى زيادة كبيرة في الإنتاج من مشروعات من خارج أوبك وتوقعات غير مؤكدة لنمو الطلب. وتوقع بنك الاستثمار أن يظل تداول برنت حول 60 دولارا للبرميل في 2020 "في غياب نموجديد أوصدمات جيوسياسية". ويجتمع وزراء أوبك في فيينا ومجموعة أوبك الأوسع بداية من يوم غد وإلى غاية يوم الجمعة وفي هذا الاطار قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي إنه يتوقع أن يكون الاجتماع الذي يُعقد بين أوبك والمنتجين من خارجها بناء ولكنه أضاف أن موسكو لم تضع اللمسات النهائية بعد على موقفها حيال الاجتماع. وأبلغ نوفاك، الصحفيين، أن روسيا تهدف للالتزام الكامل في ديسمبر بتعهداتها بموجب اتفاق النفط العالمي مع المجموعة المعروفة باسم أوبك بعد أن تجاوز إنتاج موسكو حصتها في نوفمبر.