"كنابست":المطلب المستعجل الإصلاح بداية من السنة الأولى "الساتاف": العودة إلى نظام الست سنوات واعتماد سياسة توظيف جديدة في القطاع
البلاد - ليلى.ك - أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية مع تخفيف كثافة البرامج المدرسية، وهو ما اعتبرته جمعية العلماء المسلمين ونقابات التربية بالخطوة الإيجابية التي ستعيد المدرسة الجزائرية إلى مسارها الصحيح، على خلفية الإصلاحات التي تم اعتمادها في عهد الوزيرة نورية بن غبريت، والتي استهدفت الهوية الحضارية للمجتمع الجزائري، حيث اقترح قسوم إعداد مخطط يشرف عليه خبراء وأخصائيون ملتزمون وطنيا وعلميا لإصلاح المنظومة التربوية من جميع الجوانب، سواء اللغوية أو البيداغوجية والمقاصدية يقدم للدولة. فيما طالبت النقابات تبني بصفة مستعجلة سياسة جديدة للإصلاح، واعتماد تغييرات جديدة بصفة متدرجة بداية من السنة الأولى ابتدائي، والعودة إلى نظام الست سنوات. أكد رئيس الجمهورية، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء على "إعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية مع تخفيف كثافة البرامج المدرسية، وإيلاء الأنشطة الرياضية والثقافية المكانة التي تستحقها". كما شدد تبون على أهمية ربط الجامعة بعالم الشغل لتصبح "قاطرة لبناء اقتصادي وطني قوي، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد التقليدي أو باقتصاد المعرفة، وذلك عبر خلق أقطاب امتياز جامعية متخصصة". ورحّب أعضاء الأسرة التربوية وجمعيات بتصريحات الرئيس تبون، مبدين أملهم في أن تعيد هذه الإصلاحات المدرسة الجزائرية إلى مسارها الصحيح من خلال إلغاء الإصلاحات التي أقرتها الوزيرة نورية بن غبريت المعروفة بتوجهها الفرونكوفوني، التي حاولت خلال عهدتها على رأس قطاع التربية بتغريب وفرنسة المدرسة الجزائرية، باعتماد إصلاحات تستهدف الهوية الحضارية للمجتمع الجزائري من دين ولغة وانتماء. وفي هذا الشأن، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم، أن إصلاح المنظومة التربوية يقتضي الاستعانة بهيئة مستقلة تضم أخصائيين ملتزمين وطنيا وعلميا يجتمعون لتحضير وإعداد مخطط لإصلاح المنظومة التربوية من جميع الجوانب يقدم للدولة، على اعتبار أن المنظومة التربوية تعاني من جميع الجوانب، بما فيها اللغوي البيداغوجي والمقاصدي، أي فيما يخص الغايات والأهداف، ليتسنى إصلاح المنظمة التربوية وتكوين مواطنين صالحين، على أن يكون دور هذه الهيئة المستقلة الحفاظ على قيم الإسلام وترقية اللغة العربية في المناهج الدراسية وعدم المساس بهما. وشدد المتحدث اليوم ، في تصريح ل«البلاد" على ضرورة منح هؤلاء الوقت الكافي لإعداد المخطط المستقبلي للمنظومة التربوية بشكل يخدم الأمة والوطن، مضيفا أنه ينبغي التعمق فيما يخص جوانب الهوية الوطنية التي تعرضت للمسخ في عهد الوزيرة السابقة، نورية بن غبريت. وأضاف في هذا الشأن، أن الأطفال لا علاقة لهم بالثقافة الغربية، ويجب أن تمس الإصلاحات المناهج والبرامج بشكل يواكب الواقع المعيشي للطفل. وأكد قسوم، أن الجمعية لديها نية مقابلة رئيس الجمهورية لتقديم تصور جمعية العلماء المسلمين في كيفية بناء المنظومة التربوية، وبناء المستقبل من جميع النواحي أخلاقيا ودينيا، مشددا على ضرورة تصويب وتصحيح كل شيء. من جهتها، أكدت نقابات التربية على ضرورة تبني وبصفة مستعجلة سياسة جديدة للإصلاح، واعتماد تغييرات جديدة بصفة متدرجة بداية من السنة الأولى ابتدائي، والعودة إلى نظام الست سنوات. وقال في هذا الشأن، مسعود بوديبة، ممثل مجلس "الكنابست" أن قطاع التربية بحاجة إلى تكفل فعلي وأولوية في سياسة الدولة، ولذلك وجب حسبه إعطاء أهمية بالغة للجوانب الأساسية التي يرتكز عليها القطاع لضمان العودة إلى استقراره، وذلك يتجسد من خلال تصويب وإعادة النظر في التغيرات التي حدثت سنتي 2003 و2016، والتي أدخلت القطاع في متاهات وضغوطات وفوضى غير مسبوقة كان لها أثرا سلبيا ومباشرا على أداء الأساتذة والتحصيل العلمي للتلاميذ، الذين أصبحوا يعيشون ضغوطات ذهنية وجسدية، وأكد أن إصلاح المنظومة التربوية يتوجب بصفة مستعجلة تبني سياسة جديدة للإصلاح واعتماد تغييرات جديدة بصفة متدرجة بداية من السنة الأولى ابتدائي والانتقال تدريجيا من سنة إلى سنة أخرى، حيث تكون هناك فرصة للتقييم والتقوييم بصفة هادئة مدروسة وناجحة بتصليح ما يجب إصلاحه والاستغناء عن ما هو غير لائق، وفي الوقت نفسه تكون هناك المهلة الكافية لتكوين الأساتذة وتحضيرهم لكل جديد. وشدد محدثنا على ضرورة إعطاء الأهمية اللازمة لمرحلة التعليم الابتدائي من خلال منظومة تعليمية تراعي القدرة الذهنية للأطفال في هذه المرحلة من العمر، والتي تستدعي مراعاة بيداغوجية الترفيه واللعب، مع العودة إلى نظام الست سنوات في الطور الابتدائي. كما يجب، حسب بوديبة، الاهتمام بتحسين الظروف المهنية لمستخدمي قطاع التربية، وإعادة النظر في التوظيف، بالاعتماد على خريجي المعاهد التكنولويجة للتربية. من جهة أخرى، أكد بوديبة على ضرورة إبعاد المدرسة عن كل الدوائر الايديولوجية والسياسية، فيما أكد المنسق الوطني ل«الساتاف"، بوعلام عمورة، أن إصلاح المنظومة التربوية يجب أن ينطلق من إبعاد المدرسة عن السياسة، مع إعادة النظر في البرامج والمناهج ابتداء من الطور الأول، وذلك بالعودة إلى نظام الست سنوات في الابتدائي، وتصويب إصلاحات الجيل الثاني، بالعودة إلى الأساسيات، مع إعادة النظر في سياسة التوظيف.