وضعت العديد من النقابات والشركاء الاجتماعيين وزارة التريبية أمام الأمر الواقع من خلال التعبير عن الاستعداد للمشاركة في الجلسات الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة الوطنية المقرّر تنظيمها في 20 و21 من الشهر الجاري، كما عبّر العديد ممّن اتّصلت بهم (أخبار اليوم) عن أملهم في تجسيد النقطة المشتركة بينهم رغم وجود بعض الاختلاف ألا وهي ترقية المنظومة التربوية بصفة جذرية. أكّد مسعود بوديبة، الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أن موعد تنظيم الجلسات الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة الوطنية المقرّرة في 20/21 من شهر الجاري سيكون فرصة للتقويم البيداغوجي والارتقاء بالفعل التربوي في الجزائر. وأضاف بوديبة أمس في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) أنه لا يعرف المواضيع التي ستدرج في يومي الجلسات بالضبط، وأردف أنه يرى أن هناك أمورا مستعجلة تحتاج إلى حلول مستعجلة والمتعلّقة بتقييم مشاكل السنة الدراسية، حيث أن هناك جملة من المشاكل -على حدّ تعبيره- كمشكل العتبة التي قال بشأنها: (أنا ضدها منذ نشأتها إلى اليوم)، إلى جانب التسرّب المدرسي ومغادرة التلاميذ للأقسام النّهائية منذ شهر فيفري ومشكل العنف المدرسي وكيفية معالجتها، مع طرح إشكالية تكوين الأساتذة وتكوين المكوّنين، معتبرا إيّاها أزمة مطروحة والمتعلّقة بالتكوين في حدّ ذاته، مع العلم أن الأساتذة بحاجة إلى تكوين والمفتشين بحاجة إلى تكوين على حدّ قوله. وشدّد الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على ضرورة إعادة الاعتبار للتكوين الفعّال وليس التكوين الشكلي. وفي ردّه عن مسعى وزيرة التربية في تجديد المرصد الوطني للتربية والتكوين وإنشاء المجلس الوطني للتربية والتكوين قال يوديبة إن هذا أمر ضروري وكان مسطّرا من قبل وليس بالجديد، لكنه لم يجسّد فقط وحان الوقت لذلك، بالإضافة إلى المناهج التي من المفترض أن تطرح في هذه الجلسات. "نرغب في تقييم موضوعي" أبدى مسعود عمراوي المكلّف بالاتّصال في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف) أمله في أن تكون الجلسات المقرّرة إجراؤها مع وزير التربية في أواخر الشهر الجاري جلسات ذات فعالية، راجيا أن يكون فيها تقييم موضوعي ويتمّ الاعتماد فيها على الندوات الولائية والجهوية التي عقدها الوزير السابق عبد اللطيف بابا أحمد مع كلّ إطارات التربية. وذكر عمراوي أمس في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) أن هناك ملاحظات عدّة تقدّر ب 450 ملاحظة كانت مسجّلة عن المنظومة التربوية في جميع المجالات، سواء من ناحية الكتاب المدرسي أو البرامج أو المناهج، راغبا في أن تتوّج هذه الأخيرة، وكذا الاختلالات المدوّنة في الجلسات الوطنية ويستثمر فيها استثمار إيجابي الذي هدفه الأسمى تفادي السلبيات والتمسّك بالإيجابيات خلال تطبيق إصلاحات المنظومة التربية التي عاشتها لمدّة 11 سنة. وقال المكلّف بالاتّصال في (الإينباف) إن الاتحاد ليس له طلبات لكن القضية قضية إصلاح المنظومة التربوية، مشدّدا على ضرورة إصلاحها من جميع النواحي كالكتاب المدرسي والأخطاء التي كانت واردة فيه في برامج كلّ المستويات، وكذا المناهج، الاكتظاظ، وتكوين المكوّنين الذي اعتبره عائقا، حيث أن المدرسة الجزائرية أصبحت تعتمد على منتوج الجامعة دون أيّ تكوين، على حدّ تعبيره. وأضاف المتحدّث أن هناك نقاطا أخرى لابد أن تؤخذ بعناية شاملة وكاملة من أجل إصلاح المنظومة التربوية، (وإلى حدّ الساعة لم نتلقّ أيّ دعوة من قِبل وزارة التربية الوطنية من أجل المشاركة في هذه الجلسات الوطنية). ... ول "الستاف" رأي آخر قال سعدالي محمد سالم، الأمين العام للنقابة المستقلّة لعمال التربية والتكوين "ستاف"، إنه يعلم مسبقا بأن وزارة التربية الوطنية لا تريد الذهاب إلى إعادة النّظر في إصلاح المنظومة التربوية بصفة جذرية، معتبرا هذه الجلسات -على حدّ تعبيره- مجرّد ترقيع سطحي فقط. وقال سعدالي أمس في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) إن الجلسات ستناقش أمورا تقنية فقط كثقل المحفظة ونزع بعض الأجزاء من البرنامج وإعادة أجزاء أخرى، معتبرا أن هذا الأمر لا يجدي نفعا ولا يغيّر شيئا من المدرسة الجزائرية، مشدّدا على ضرورة وجود حوار مفتوح بين الوزارة والشركاء الاجتماعيين من البداية. وفي ردّه عمّا يتمنّاه من الجلسات الوطنية ذكر الأمين العام للنقابة المستقلّة لعمال التربية والتكوين (ستاف) أن الأمر لا يتعلّق بهذا أو ذاك وإنما يجب أن نتّفق على معالجة المنظومة التربية التي قال إنها مريضة منذ زمن ومرضها مزمن، على حدّ قوله، مشيرا إلى أن الحلول التي جيء بها لم تجدِ نفعا ولا بد من إيجاد حلول أخرى تكون في المستوى المطلوب لإنقاذ المنظومة التربوية. وفي هذا السياق أردف سعدالي: (نحن لا نريد إعادة النّظر في المحتوى وانما في المضمون)، وقال إن رغبته من هذه الجلسات تفتّح المدرسة الجزائرية على العالم، وأن تكون مدرسة عصرية بكلّ المعايير هذا من جهة ومن جهة أخرى (أن تكون مدرسة جزائرية وليس مدرسة مستوردة كما هو الحال الآن). من جهتها، أكّدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في تصريح سابق لها أن تنظيم الجلسات الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة الوطنية هي مناسبة أرادتها الوزارة للوقوف عند مسار إصلاح المنظومة التربوية وتقويم ما يجب تقويمه وتصويبه في مجال تنفيذ الفعل البيداغوجي، وبالتالي تحسين مستوى أداء المدرسة الجزائرية والتقويم البيداغوجي والارتقاء بالفعل التربوي في الجزائر. وذكرت الوزيرة آنذاك أن جدول أعمال هذا الاجتماع سيتمحور حول عدد من المقترحات التي قدّمتها الأطراف المعنية والشركاء الاجتماعيين حول التقويم البيداغوجي الذي (يتطلّب الارتقاء بالفعل التربوي وتحسين مستوى التلميذ في ظلّ ما يتوخّاه الإصلاح).