البلاد.نت- حكيمة ذهبي- لا يتطلع الخبير في الشؤون الإستراتيجية، العسكري المتقاعد أحمد كروش، إلى حل عاجل للأزمة الليبية، لكنه بالمقابل، يسجل أن الجزائر خرجت ناجحة من هذا المؤتمر الدولي. ويشرح العقيد أحمد كروش، في تصريح ل "البلاد.نت"، أن الجزائر عادت إلى المحافل الدولية عبر بوابة برلين، من خلال الجلوس في الصفوف الأمامية بعد سبع سنوات من التأرجح إلى الخلف، بسبب ضعف التمثيل البروتوكولي. كما يوضح ذات المتحدث، أن مخرجات مؤتمر برلين، مطابقة لرؤية الجزائر، لاسيما منع تسليح الأطراف المتنازعة في ليبيا، وقف إرسال مزيد من المرتزقة إلى منطقة النزاع، الرجوع إلى طاولة الحوار وتحميل مجلس الأمن مسؤوليته في ضمان تجسيد اتفاق وقف إطلاق النار. كما أنها عرضت انطلاق الحوار على أراضيها. بخصوص تحميل الجزائر، مجلس الأمن مسؤولية الانزلاقات في ليبيا، يقول العقيد المتقاعد أحمد كروش، إن الجزائر بلغت رسالتها لأن مجلس الأمن هو المسؤول عن التدخل العسكري لحلف "الناتو" في ليبيا، سنة 2011، إلى جانب الجامعة العربية مسؤولية ذلك. كما أنه يتحمل مسؤولية الإخفاق في منع تسليح الميليشيات المتصارعة، من خلال صمته عن قيام بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتسليح قوات حفتر من جهة وتقديم الدعم العسكري لحكومة طرابلس من جهة أخرى. وأبرز محدثنا، أن مجلس الأمن لديه الصلاحيات لفرض عقوبات على هذه الدول. من جهة أخرى، لا يرى الخبير الاستراتيجي، أحمد كروش، أن الأزمة الليبية ستحل في الأفق العاجل، لأنه سجل أن تضارب المصالح حول الثروات الليبية بين الدول العظمى ما يزال موجودا، مؤكدا أن الحرب اقتصادية إيديولوجية حلها إرادة سياسية غير متوفرة حاليا.
لهذه الأسباب تم تغييب تونس والمغرب وبعض الدول المجاورة لليبيا يرى العقيد المتقاعد أحمد كروش، أن برلين تعمدت تغييب بعض الدول المجاورة لليبيا، وكذا بعض الدول التي سبق لها أن احتضنت جلسات حوار، على غرار المغرب باتفاق الصخيرات. موضحا أن ألمانيا فهمت جيدا أن الأزمة تتعلق بتضارب مصالح استراتيجية واقتصادية، فتغييب المغرب يعود إلى كونه يسير وفقا لما تمليه عليه فرنسا، أما بالنسبة لتونس، فيعود غيابها إلى المشاكل الداخلية وعدم تطابق المواقف بين الرئاسة التونسية التي تحمل نفس تصور الجزائر وبين البرلمان التونسي، الذي تتزعمه حركة النهضة، والتي تطابق مواقفها أنقرة. كما تم تغييب دول أخرى، على غرار التشاد، التي تتقاطع بحدود كبيرة مع ليبيا، لأن فرنسا تنطق باسم هذه الدول.