لم تكن الثورة في ليبيا للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي كان يحافظ على الدولة الليبية ووحدة شعبها ويوفر لها الأمن والاستقرار والتوزيع العادل لثروة البلاد لكن التحريض والتآمر والتدخل العسكري للحلف الأطلسي أدى إلى سقوط النظام دون إيجاد البديل الديمقراطي الذي يعوضه حيث احتكم الثوار إلى السلاح واستقل كل فريق بمنطقة معينة ورغم تدخل دول الجوار والأمم المتحدة وتوقيع اتفاق الصخيرات بالمغرب وإدخال تعديلات عليه فيما بعد وإنشاء حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من المجتمع الدولي ومساعي الجزائر الجادة والحثيثة تستمر الأوضاع على حالها وتزداد ترديا وتعفنا ويكاد الحل يخرج من أيدي الليبيين بفعل التدخلات الخارجية وتضارب المصالح فالبعض يراهن على الجنرال أول المارشال المتقاعد خليفة حفتر الذي يشرف على قوة الكرامة ويسمي مسلحيه بالجيش الوطني وحصل على دعم عسكري ومالي كبير من جهات عربية وشاركت طائراته في الهجوم الجوي المصري على مناطق بجنوب ليبيا مستهدفة مجموعات تابعة لحكومة الوفاق الوطني بدعوى أنها إرهابية ثم الاستيلاء على مطار الجفرة ويسعى للسيطرة على الحكم بالقوة وإبعاد الأطراف الأخرى الاتجاه الإسلامي ومن الصعب أن ينجح حفتر في المهمة الموكولة إليه فالمراهنة على الحل العسكري وحده لا تكفي وتطيل من عمر الأزمة وما ينتج عنها من خسائر مادية وبشرية بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على دول الجوار المتمثلة في الجزائر وتونس ومصر التي التقى وزراء خارجيتها أمس لبحث التطورات والأحداث الأخيرة التي جاءت معاكسة ومثبطة لجهود الجزائر الحثيثة من أجل توحيد صف الليبيين لإعادة بناء دولة قوية موحدة بمؤسسات وطنية بمساهمة الجميع وإنشاء جيش وطني موحد لحمايتها وصيانة أمنها ولا شك أن موقف الجزائر سيكون صريحا مع شركائها لأن انفلات الوضع في ليبيا سيمس بأمنها واستقرارها ولن تقبل بذلك أبدا وأمن ليبيا واستقرارها من أمن الجزائر