تحادث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على انفراد مع نظيره التونسي قيس سعيد، الذي حل بالجزائر اليوم الاحد 2 فيفري، في زيارة رسمية. وأورد بيان رئاسة الجمهورية أن الرئيسان سيجريان محادثات حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين, كما سيتطرقان إلى الوضع الدولي والإقليمي, وخاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة. وتعتبر الزيارة الأولى لرئيس تونسي جديد أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية إلى الجزائر من الأعراف المعتادة، غير أنها تأتي هذه المرة في ظل تطورات جديدة بين البلدين وعلى الصعيد الإقليمي. ففي الجزائر يوجد رئس جديد وعهد جديد لما بعد حراك 22 فيفري، وفي تونس رئيس جديد وتركيبة جديدة في السياسة التونسية مما يجعل المحادثات تخرج عن أطرها السابقة لتتكيف مع المستجدات في البلدين. وحول هذه القضية يقول الإعلامي المختص في العلاقات الجزائريةالتونسية عثمان لحياني "أعتبر أن الزيارة تدخل في سياق عرف جرى العمل به في تونس أن تكون أول زيارة للرئيس، ورئيس الحكومة ووزير الخارجية إلي الجزائر، لكن هذه الزيارة تأتي في ظل معطي محلي مهم وهو وجود سلطة سياسية جديدة في البلدين ووسط ازمة إقليمية حادة لها تداعيات على البلدين وهي أزمة ليبيا .."، ويضيف لحياني "وجود سلطة جديدة في تونس قيس سعيد وفي الجزائر عبد المجيد تبون يفترض أن يسمح لكليهما ببدء ووضع تصور جديد للعلاقات ونقلها من وضع جمود سياسي حيث العلاقات أسيرة لمقاربة تاريخية وأمنية إلي علاقات ذات نجاعة اقتصادية وتجارية". الأزمة الليبية ويرى الخبير السياسي مصباح مناس بخصوص الأزمة الليبية قائلا: "ثمة ما يجمع البلدين في الظروف الحالية المتمثل في الملف الليبي الذي يعد " ملفا ضاغطا" على البلدين ويعد أحد أهم النقاط في الملف الليبي هو تبادل الآراء والتنسيق أكثر في الملفين الأمنيين ، التونسيوالجزائري على اعتبار أن أمن ليبيا من أمن الجزائر وأمن تونس من أمن ليبيا وهي قاعدة واحدة تهم الأطراف مجتمعة. الاقتصاد .. العقبة ومن جابنه يؤكد الإعلامي عثمان لحياني أن مستوي العلاقات الثنائية سياسيا وتاريخيا لا يترجم علي ارض الواقع الاقتصادي ، حجم التبادل التجاري ضعيف جدا ولا يتجاوز 900 مليون دولار وأغلب اتفاقيات التعاون التجاري غير مفعلة حيث وقع علي اتفاق التجارة التفاضلية عام 2008 وظل الاتفاق مجمدا الي غاية 2013 ومع ذلك لم يسهم في تشجيع التبادلات. ويضيف "قبل أسابيع كان هناك أزمة بطاطا في تونس واستوردت أطنان من تركيا فيما فائض البطاطا كان يرمي في واد سوف على الحدود مع تونس وفي نفس الوقت توجد أزمة حليب في الجزائر فيما يرمي المزارعون في تونس فائض الحليب لعدم وجود مسالك لاستغلاله". ويضاف إلى كل هذا أنه ينتظر تفعيل مناطق التبادل الحر الثلاثة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق ولم تنشأ، إضافة إلى تنمية المناطق الحدودية التي مازالت دون تصور استراتيجي ما جعلها عرضة للارهاب والتهريب.