قيس سعيد في الجزائر الأحد المقبل لتعزيز العلاقات.. وأزمة ليبيا على رأس الزيارة كروش: إمكانية بلورة مبادرة حوار تقودها الجزائر يشرع رئيس تونس، قيس سعيد، في زيارة إلى الجزائر، الأحد المقبل، على رأس وفد وزاري هام، تحمل طابع تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والرفع من مستوى التنسيق في جميع المجالات، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، حيث سيشكل ملف الأزمة الليبية التي يعني البلدان بشكل مباشر، أولى أولويات أجندة الزيارة، إذ سيحاول رئيسا البلدين توحيد وتثبيت المواقف والبحث عن سبل تعزيز تواجدها في الداخل الليبي من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء للوصول إلى أرضية حلول سياسية سليمة. رضا ملاح زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر بداية الأسبوع المقبل، حسب ما نقلته جريدة “الخبر”، والتي لم يعلن عنها بصفة رسمية إلى حد الآن من قبل رئاسة البلدين، تأتي في إطار تعزيز العلاقات السياسية وإمكانية تطويرها في مجالات عدة خاصة التجارة والصناعة والمبادلات في مجال الإنتاج الزراعي، حيث من المنتظر أن يرافق الرئيس التونسي وفد وزاري هام، كما أنها تدخل في إطار التزام الرئيس قيس سعيد بوعوده أثناء حملته الانتخابية، عندما أكد أن أول دولة سيزورها هي الجزائر وكررها عشية خطابه بمناسبة الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التونسية. اهتمامات مشتركة.. ومواقف متطابقة وكما هو معلوم، تشكل الجزائروتونس أبرز دول الجوار الليبي، وترفضان جملة وتفصيلا أي تدخلات سياسية أو عسكرية على أراضي ليبيا، كون أي انزلاق في ليبيا سينعكس سلبا على أمنهما الداخلي والمنطقة ككل، لذلك يرافع مسؤولو البلدين، في كل مرة، من أجل تسوية الأزمة بالطرق السياسية السلمية والحوار بين الفرقاء الليبيين، وهو ما عبرت عنه الجزائر بوضوح في جميع اللقاءات الدبلوماسية مع وزراء خارجية ومسؤولي الدول الفاعلة، إضافة إلى خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال مشاركته في الندوة الدولية ببرلين، ما قبل الأسبوع الماضي، بالمقابل، تتطابق مواقف دولة تونس تماما مع الجزائر، وهو ما ظهر جليا في تصريحات الرئيس قيس سعيد أثناء استقباله للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الى حد أن الرئاسة التونسية أصدرت بيانا تكذب فيه أردوغان بخصوص تصريحات أطلقها تشير إلى أن تونس تؤيد التواجد العسكري التركي في ليبيا. وفي تحليله للزيارة، يرى الخبير والمتابع للشأن الأمني في المنطقة، أحمد كروش في تصريحات ل”الحوار”، أن بغض النظر عن المشاكل والتحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة، وعلى رأس ملف الأزمة الليبية التي تعنيهما مباشرة، غير أن الزيارة جد منطقية بالنظر للاهتمام المشترك بين الجزائروتونس، والذي يمتد لعدة قطاعات يرافقه تنسيق أمني، اقتصادي وخدماتي، فالعلاقات –يقول- كبيرة، بحكم الحدود والاهتمامات المشتركة، لذلك طبيعي جدا أن تكون أول وجهة لرئيس تونس هي الجزائر. توحيد وتثبيت للمواقف أما فيما يتعلق بالقضية الليبية التي تحولت إلى أزمة دولية على جميع الأصعدة، سيحاول كل من الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد، في إطار المباحثات ومناقشة آخر التطورات والمستجدات في الشأن الليبي، توحيد وتثبيت مواقفها دوليا بشأن الرفض القاطع لأي تدخل أجنبي أو استعمال القوة وتأجيج الوضع بين الفرقاء الليبيين أكثر مما هو عليه الآن، فتونس -كما الجزائر- تملك تأثيرا جيدا داخل الأراضي الليبية والتنسيق بينهما في هذه الجزئية جد مهم. وفي السياق، ذكر المصدر أنه يمكن أن يتوصل الطرفان للاتفاق حول مبادرة حوار ستقودها الجزائر بين الفرقاء الليبيين، وتابع قائلا: “تونس بحكم أنها دولة جارة وتملك حدودا مع ليبيا يمكنها مساعدة الجزائر في هذا الجانب، وبدون شك لن يدخر أي جهد في سبيل ذلك لأن التهديدات الأمنية تعنيهما بالدرجة الأولى”.