البلاد - حليمة هلالي - أصبحت بعض الأسواق بالعاصمة المتنفس الوحيد للعائلات، حيث شهدت إقبالا كبيرا من طرفها لكن بدون احترام شروط الوقاية من كورونا، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي واحترام مسافة الأمان، ما جعل الخبراء والمختصين يحذرون من احتمال تحول هذه الأسواق إلى بؤرة لانتشار وباء كورونا، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد وضعا صحيا صعبا تعمل السلطات جاهدة على القضاء على الوباء والعودة تدريجيا للحياة الطبيعية للمواطنين، على غرار ما قامت به الدول الأخرى. ومن بين هذه الأسواق التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، أسواق أحياء بلدية باش جراح، على غرار سوق ميلودي برينيس المشهور، الذي يستقبل العديد من المواطنين يوميا دون احترام التباعد واحترام مسافة الأمان، وهذا ما جعل الخبراء يحذرون من احتمال انتشار العدوى بين مرتادي هذا السوق. من جهة أخرى، تشهد بعض الأحياء على مستوى بلديات العاصمة، على غرار باب الوادي والقصبة والحراش أسواقا مماثلة تعرف تهافت للمواطنين وسط اكتظاظ رهيب لهم دون احترام تدابير الوقاية والتباعد الجسماني. وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، وبشكل شبه يومي، بصور لمظاهر الاكتظاظ التي تعرفها الأسواق على مستوى بلديات العاصمة، في ظل عدم احترام شروط الوقاية، على غرار التباعد واحترام مسافة الأمان، ما يرهن القضاء على تفشي الوباء وسط هذه الأماكن والفضاءات التي تعرف إقبالا للمواطنين بشكل شبه يومي. وتدعو يوميا اللجنة المكلفة بمتابعة تطورات ومستجدات وباء كورونا التابعة لوزارة الصحة، خلال كل ندوة صحفية تعقدها، إلى ضرورة احترام شروط الوقاية من انتشار الوباء، وضرورة غسل الأيدي وارتداء الكمامات والمحافظة على النظافة الجسدية، وكذا الابتعاد عن الاكتظاظ والتجمعات لتفادي انتشار وباء كورونا "كوفيد 19". وأقرت السلطات العليا في البلاد، ضمن مخططها الوقائي للحد من انتشار الوباء، على ضرورة إجبارية ارتداء الكمامات عند دخول الأسواق وفي الخارج أيضا، لكن يبدو أن الجزائريين سيواصلون الإبقاء على اللامبالاة التي قد تتسبب في انتشار الوباء من جديد، بالرغم من أن السلطات قد أفرجت عن قرار رفع الحجر الكلي عن بعض الولايات، على غرار سعيدة وتندوف بعد استقرار الوضع الوبائي بهما، في انتظار تعميم القرار على باقي الولايات.