زارت "البلاد" مساء أمس، منزل الشرطي شعوة عبد اليامين، شهيد الواجب الذي راح ضحية عملية انتحارية نفذتها ألوية الموت بمدينة برج منايل والتي خلفت إصابة 20 جريحا، بينهم 9 عون أمن ودركي و10 مواطنين. بمجرد اقترابنا من منزل العائلة الكائن بقرية رأس العين التي تبعد بحوالي 9 كم عن مقر بلدية خليل، حتي شاهدنا عشرات الأفراد جاءوا من كل مكان لتعزية العائلة المتكونة من 10 أفراد، 5 أبناء و3 بنات، على إثر الفاجعة الأليمة التي ألمت بابنها عبد اليامين الذي اغتالته أيدي الغدر في عز الشباب. حزن عميق خيّم على مختلف أرجاء القرية، وأفراد العائلة لا زالوا جميعا تحت وقع الصدمة خصوصا الأب شعوة بوقرة الذي كاد يفقد عقله من هول الفاجعة، التي خطفت منه فلذة كبده عبد اليامين الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الثلاثين. البلاد التقت والد الضحية الذي أخذ يروي لنا بمرارة وحزن شديدين كيف التحق ابنه بسلك الشرطة سنة 2008 ليحقق حلمه الذي راوده منذ الصغر في أن يصبح شرطيا، وحدثنا عن أشهره التسعة التي قضاها بالتربص بمدرسة الشرطة لسطيف قبل التحاقه بأمن دائرة برج منايل بولاية بومرداس بعد انتها فترة التربص، مضيفا أن الابن كان مثالا للأخلاق العالية التي يشهد له الجميع بها. أم الضحية لم تتمكن من الحديث إلينا بسبب الصدمة التي أقعدتها الفراش منذ سماعها خبر استشهاد ابنها. أما عمار الأخ الأكبر لعبد اليامين الذي كانت ملامح التأثر بادية عليه، فقد أخبرنا بأنه تلقى مكالمة هاتفية يوم 16 جويلية على الساعة 10 ونصف تخبره بمقتل أخيه في انفجار ناجم عن عملية انتحارية نفذها إرهابيون، وهو الخبر الذي جعله يسقط مغشيا عليه حزنا على شقيقه الذي لم يمر على زواجه أكثر من 40 يوما، حيث جرى حفل الزفاف في البيت العائلي يوم 4 جوان، لكن الموت خطفه من بين أحضان زوجته بعد شهر واحد فقط. وقد شيعت جنازة الفقيد صباح أول أمس بحضور السلطات الأمنية وعلى رأسهم قائد المجموعة الإقليمية للأمن الولائي والجيش الشعبي الوطني، بالاضافة الى السلطات المدنية. وينحدر الضحية من عائلة متوسطة الحال وله أخ يعمل في صفوف الجيش الشعبي الوطني. أما الأب فهو بطال إلى جانب ابنه عمار. وقد خلفت الحادثة استياء وحزنا كبيرين في مختلف أرجاء القرية وكل من عرفوا الضحية المعروف بأخلاقه العالية.