زواره من نوع خاص أغنياء، أثرياء جدد، شباب في مقتبل العمر، رجال أعمال يختلف عن بقية مناطق الجزائر العاصمة بمحلاته الفاخرة والباهظة الثمن وأيضا بسيارات فخمة يتم ركنها في شارع ضاق على زواره يوميا، يفد عليه الأثرياء من كل حدب وصوب، حتى من الولايات الداخلية، أرصفته دائما مكتظة فلا يوجد مكان لركن السيارات، وحتى حظائر السيارات المتوفرة هنا وهناك لا تكفي لركن سيارات الزوار· أما في شهر رمضان فالحديث عن الحي الراقي جدا في أغلى منطقة في العاصمة منطقة حيدرة يختلف بكثير عن أحياء العاصمة· حتى في شهر الرحمة مطاعم سيدي يحى الفخمة باهظة الثمن، أسعارها نار، وزوارها من نوع خاص فإن المأكولات التي تعرض في تلك المطاعم لم تغير قائمة معروضاتها التي تقدم للزبائن في الأيام العادية، بل هناك إضافات تتميز في هذا الشهر مثل ”الشربة” و”البوراك” و”الزلابية” و”قلب اللوز”و كلها أطباق وحلويات لا تختلف عن التي تعرض في الدكاكين في الأحياء الشعبية سوى في الثمن· فحبة ”بوراك” مثلا سعرها 300 دينار في سيدي يحيى بالرغم من أنها لا تختلف عما يعرض في ساحة الشهداء أو في أي حي شعبي في العاصمة سوى في المكان الذي تقدم فيه· ففي مطعم مثل مطعم ”مريومة” الذي يجلب الزبائن بقوة حسب زواره في حديثهم ل”البلاد” الذين اعتادوا على دعوة أصدقائهم من خارج العاصمة إلى هذا المطعم لأنه حسب تعبيرهم ”تحفة” عربية منقطعة النظير، بداية من المدخل الحجري الذي تزينه صينيات النحاس الموزعة بإحكام، فضلا عن استقبال راقٍ جدا من طاقم الاستقبال· ليس غريبا على هذا المطعم الذي اختار اسمه العاصمي الحت وهو”مريومة” والمعروف بأطباقه التقليدية وحتى ديكوره غير العادي، فهو ديكور يأخذ الزبائن إلى منطقة الأندلس سواء بالنسبة للطاولات أو ألبسة النادلين الذين لا يتوانون عن خدمة الزبائن أو موسيقى العود المنبعثة من المكان، وهو ما يجعل الزبون يستمتع بالجو السائد في سهرة رمضانية· اللافت للانتباه أن سيدي يحيى لا تنام في رمضان، ففي الأيام العادية تغلق محلاتها ومطاعمها أبوابها الساعة الواحدة صباحا بينما في الشهر الفضيل تقدم بعض المطاعم حتى وجبات السحور المشكلة من الكسكسي بالزبيب واللبن والرفيس وهي أطباق شعبية جزائرية تستهوي الزبائن حتى ساعة أذان الفجر إيذانا بالإمساك·