”بوبفرة” والمفتش الطاهر وعريوات وسيراط بومدين على مائدة الجزائريين؟ البحث عن الضحك والنكتة ينعش ”سوق الأقراص المضغوطة” كانت صدمة المشاهد المتابع لبرامج التلفزيون الجزائري كبيرة مع بداية الأيام الأولى من شهر رمضان، بعد أن أثقلت سلسلة الأعمال الدرامية والفكاهية المعدة، قدرة الجزائريين على استيعاب مضامينها وأفكارها التي لا تمت بصلة ل”النكتة” التي تعودنا أن نكون على موعد معها عقب كل إفطار· وفي أول اقتراب لنا من صانعي هذه الأعمال؛ اتهمنا باستباق الأحداث وإصدار ”أحكام تعسفية” وكأننا مطالبون بمشاهدة تلك البرامج إلى أن نشهد هلال العيد لنكون منصفين في حق منتجينا ومخرجينا وممثلينا·· فالحكمة التي تقول ”الجواب باين من عنوانو” لا تصدق مع ”مبدعي” التلفزيون الجزائري، على رأي البعض· ولعل ”الاعتراف بالذنب” يكون فضيلة في كثير من الأحيان، مما يشفع لبعض الفنانين الذين اعترفوا في أحاديث سابقة لنا، بضعف المستوى وتراجع أدائهم في نفس الأعمال التي هي محط نقد الكثيرين كون النصوص المقدمة، حسب تبريراتهم، لم تعكس إبداعهم ولم تفجر طاقاتهم الفنية في التمثيل· ولأنه ”مجبر أخاك لا بطل” و”الضرورات تبيح المحظورات”؛ قبلوا على أنفسهم المجازفة بأسمائهم الفنية ومسيرة سنوات العطاء من أجل الظفر ب”لقمة العيش” لأنهم يمتهنون التمثيل ويعتبرونه مصدر رزقهم·· وهاهي الفنانة والمخرجة المسرحية سعاد سبكي تنتقد أحد أعمالها في هذا الموسم، وهو مسلسل ”دار أم هاني”، حيث أعربت عن حالة من الندم لمشاركتها في عمل لم يعجبها بنفس القدر الذي خذل المشاهدين· ولم تكن الفنانة بهية راشدي بمعزل عن هذا، فقالت إن العيب لا يكمن في الإخراج أو التمثيل، وإنما في كيفية التعامل وتناول الأفكار التي تليق بالمتلقي الذي لا يمكن، حسبها، العبث بذوقه لأنه من جمهور عمالقة الفن الأصيل على غرار الحاج عبد الرحمن ورويشد ووردية حميطوش وغيرهم ممن لا يمكن للذاكرة أن تختزلهم لأنهم ”حبات لؤلؤ من عقد فريد”· من ناحية أخرى، اختارت الكثير من العائلات الجزائرية من زاوية ”المشاهد مخير وليس مجبرا”، العودة بذاكرتها وذوقها إلى حيث ”الزمن الجميل” والضحك دون انقطاع من خلال اقتناء العديد من الأقراص المضغوطة التي تتضمن الفكاهة الحقيقية التي عجز أشباه صناعها اليوم على توفيرها·· وهنا كان البديل في رمضان ”قنبلة الضحك العفوي” الراحل حسان الحساني الشهير ب”بوبفرة” والمبدع عثمان عريوات والرائعة وردية حميطوش والغائب الحاضر في ذاكرة الجزائريين سيراط بومدين الشهير ب”شعيب الخديم”، حيث تشهد مختلف الأسواق وحتى المحلات المتخصصة إقبالا لافتا على هذه الأعمال، خصوصا أنها متوفرة بأسعار معقولة جدا تتراوح بين السبعين والثمانين دينارا·