تعرف سوق "الأفلام القصيرة" أو السكاتشات الموزعة في أقراص مضغوطة هذه الأيام انتعاشا كبيرا في وهران وغيرها من مدن الجهة الغربية، حيث تحوّل رمضان إلى مناسبة تجارية هامة يسعى من ورائها الواقفون من وراء هذه الأعمال إلى حصد الاهتمام لدى الناس واستغلال تطليقهم لليتيمة وبرامجها بالثلاث من أجل الظفر بمشاهدة واسعة. ويتنافس هذا العام في السوق، الكثير من وجوه الكوميديا التي استغنى عليها التلفزيون في برامج رمضان لهذه السنة، لسبب أو لآخر، وفي مقدمتهم خريج مدرسة "بلا حدود" مصطفى هيمون المعروف بمصطفى غير هاك، والذي شارك في سكاتش طويل اسمه "فيروس في الشاطو" (القصر) وتشاركه البطولة الممثلة بختة التي لم تجد لنفسها هذا العام مكانا على خارطة رمضان، بعدما انقرضت حصتها الأولى التي اكتشفتها باسم ثلاثي الأمجاد، كما استغنى عنها فريق الإنتاج المشترك بين جعفر قاسم وسيد أحمد قناوي بسبب توجههما هذا العام للإنتاج الدرامي الاجتماعي، علما أن بختة كان لها مشاركة مخيبة أيضا في رمضان قبل سنتين من خلال المسلسل الفضيحة "بابور دزاير".. وتتلخص قصة "فيروس في القصر" في شخص فقير هو مصطفى تعمل زوجته بختة لدى رجل غني هو حزيم، ثم يحاول الزوجان الاحتيال على الرجل الثري من خلال تدبير مكائد له لسرقة ماله، وذلك في مقالب تمتلئ بالنكت المكررة واللقطات المعروفة لمصطفى وشركائه، وهي اللقطات التي تعود عليها المشاهدون منذ سنوات وملّوا منها. من جهة أخرى، ينافس هذا العام أيضا الممثل الكوميدي محمد تابق المعروف بلقب (حرودي) بشريطين الأول تحت عنوان ضيف الغفلة، إضافة إلى الجزء الثاني من سكاتش الشواف، وهي أعمال تجارية محضة فائدتها الوحيدة هي جمع النكات المتداولة في الشارع. وفيما يستحسن البعض هذه الظاهرة المسماة سكاتشات طويلة، يراها آخرون مجرد محاولة لإلهاء عقول الناس والضحك على ذقونهم من خلال جمع نكات معروفة وضمّها في شريط طويل مع بعض الحركات التي ما عادت تغني أو تسمن من جوع، علما أنّها تدّر على منتجيها مكاسب مالية كبيرة، كما تلعب دورا مباشرا في فضح التلفزيون وكشف عورة المحطات الجهوية خصوصا إذا علمنا أن مثل هذه الأعمال كان يمكن في حال إبقائها ضمن إطار الإنتاج الرسمي أن تشكل بديلا حقيقيا لمسلسلات الإنتاج الخاص التي أكلت أموال الجزائريين وزادت برداءتها في عصبيتهم بعد الإفطار. قادة بن عمار