سمير بطاش/ ديهية.م تلقى التنظيم الإرهابي المسمى ب''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، بزعامة الإرهابي عبد المالك دروكدال، ضربة قاسية جديدة على يد مصالح الأمن خلال 48 ساعة الماضية بعد أن فقد التنظيم الإرهابي قائدين ميدانيين في كل من بومرداس وقسنطينة. هذه الضربات ستجعل قائمة ''حصد رؤوس'' التنظيم الإرهابي تتسع لتشمل أوزانا ثقيلة قد تطال دروكدال نفسه، خاصة أن هذا الأخير فقد منظومته الأمنية التي يعتمد عليها في تنقلاته بعد استسلام أميره المقرب علي بن تواتي، أمير كتيبة الأنصار، العملية الأولى كانت ليلة الأربعاء المنصرم في حدود الساعة الثامنة والنصف بقلب مدينة بومرداس، وبالضبط في المنطقة المعروفة بمطاعم الشواء، وبعد عملية استخباراتية محكمة تمكنت القوات الخاصة من القضاء على الإرهابي بن طيطراوي عمر المكني ب''يحيى أبو خيثمة'' أمير كتيبة الفتح الناشطة على محور تيجلابين، قورصو، خميس الخنشلة، بومرداس. وحسب معلومات، تحصلت ''البلاد'' عليها، فإن الأمير المقضي عليه كان على متن سيارة من نوع ''بيجو ''404 قادما من مدينة قورصو باتجاه مدينة بومرداس، وعند وصوله إلى منطقة مطاعم الشواء حاولت فرقة من مكافحة الإرهاب التي كانت تتبع خطواته بتوقيفه وإقناعه بالاستسلام، غير أن الإرهابي ''أبو خيثمة'' بادر بإطلاق النار وتحصن داخل أحد المطاعم، وبعد مفاوضات فاشلة معه من أجل إقناعه بتسليم نفسه اقتحمت وحدة خاصة المطعم وقضت عليه دون إحداث أي إصابات في صفوف المدنيين، وقد تم استرجاع سلاحين كانا بحوزته متمثلين في رشاش من نوع ''كلاشينكوف'' ومسدس آلي. ويعتبر الإرهابي طيطراوي عمر من أقدم العناصر الإرهابية، ينحدر من مزرعة مبروك بمدينة قورصو جنوب غرب ولاية بومرداس، عمل على تهريب الرمال، وقبل التحاقه بالجماعات الإرهابية سنة 1996 كان عضوا نشطا في خلايا الدعم والإسناد، ثم تم تجنيده في كتيبة ''الفتح'' إلى غاية سنة ,2006 حيث تم تعيينه أمير سرية قورصو، ثم عين أمير كتيبة الفتح، وهي الكتيبة الخامسة النشطة بالمنطقة الثانية في ''الجماعة السلفية'' بعد كتائب: الأنصار، الفاروق، الأرقم، النور، هذه الأخيرة تم دحرها من طرف مصالح الأمن سنة 2007 بعد توبة معظم عناصرها والقضاء على باقي الإرهابيين الذين كانوا مسؤولين على الاعتداءات الإرهابية بالقنابل التي شهدتها بومرداس سنة .2006 وبعد استسلام الإرهابي ''أبو إبراهيم'' الذي كان ينشط ''بسرية'' برج منايل التابعة لكتيبة ''الأنصار'' سمح بتفكيك العديد من شبكة الدعم والإسناد، بالإضافة إلى تفكيك سرية التفجير التابعة لكتيبة ''النور''، حيث تم استرجاع كميات معتبرة من المتفجرات ومادة ''التيانتي''، أما العملية النوعية الثانية لمصالح الأمن فكانت صباح الأربعاء المنصرم بمدينة الخروب بولاية قسنطينة، بالقرب من جامع طرشة بمنطقة المريج، حيث تم القضاء على الإرهابي ''أبو سحاقة''، وهو أمير إحدى الجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة المنضوية تحت لواء ''الجماعة السلفية''• وبعد معلومات وصلت إلى فرقة مكافحة الإرهاب عن تحركات ''أبو سحاقة'' رفقة إرهابي آخر على محور منطقة الخروب، حيث تم نصب كمين محكم نشب خلاله اشتباك أدى إلى جرح أبو سراقة، الذي تحصن وسط الصخور رافضا الاستسلام للقوات الخاصة التي قضت عليه، حيث تم استرجاع سلاحه الرشاش من نوع ''كلاشينكوف'' وقنبلتين يدويتين، فيما استطاع الإرهابي الثاني المرافق له الفرار وسط الغابات الكفيثة. وحسب العلومات الأولية، فإن ''أبو سحاقة'' يبلغ من العمر 43 سنة، ينحدر من منطقة بلدية مسعود بوجريو المعروفة باسم كرمة ولاية قسنطينة، التحق بصفوف الجماعات الإرهابية سنة .1994 ''أبو تميم''... ''أبو سحاقة''... ''أبو خيثمة'' . و لا يستبعد متتبعون للشأن الأمني أن تتسع قائمة الأوزان الثقيلة في التنظيم الإرهابي المسمى ب''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' الذين تم القضاء عليهم أو تحييدهم لتشمل عناصر مقربة من دروكدال، حيث إن استسلام علي بن تواتي المكني ب''أبو تميم'' الأمير السابق لكتيبة سيكشف عن الطريقة التي يتحرك فيها العناصر الإرهابية خاصة أنه كان مسؤولا على 12 سرية تابعة لكتيبة ''الأنصار'' تنشط بين ولاية بومرداس وتيزي وزو مرورا بولاية البويرة، مما يسمح ل''أبو تميم'' من معرفة تحركات جميع أمرائها، وباعتبار أن هذا الأخير كان من العناصر المقربة لدروكدال فهو على دراية كاملة بجميع تحركات قادة التنظيم، ما يجعل المعلومات التي سيقدمها علي بن تواتي لمصالح الأمن توسع قائمة ''حصاد الرؤوس'' التي ستطال عبد المالك دروكدال نفسه باعتبار أن المنظومة الأمنية التي كان يعتمد عليها هذا الأخير في تنقلاته قد سقطت بعد انخراط أميره ''أبو تميم'' في مساعي المصالحة الوطنية. وحسب متتبعين للشأن الأمني، فإن فقدان ''الجماعة السلفية'' لثلاثة أمراء خلال أسبوع واحد بينهم أميران لأهم كتيبتين دمويتين في المنطقة الثانية بالتنظيم الإرهابي، سيؤدي إلى حدوث اقتتال داخلي بين الفصائل التابعة للكتيبتين على منصب الإمارة بهدف الاستحواذ على الغنائم المحصلة من عمليات الاختطاف والابتزاز، حيث سبق أن شهد التنظيم صراعات داخلية على تزعم كتيبة الأنصار بعد مقتل الإرهابي سعداوي أواخر سنة 2007 بمنطقة تيزي وزو المسؤول على المالية في ''الجماعة السلفية''، بعد أن اشتكى أمراء السرايا من الجهوية التي تعتمدها كتيبة ''الأنصار'' في استغلال أموال الاختطاف لأغراض شخصية، كما أن الفراغ الذي أحدثه كل من ''أبو تميم '' و''أبو خيثمة'' وسط اتباعهما أفقد تنظيم دروكدال توازنه، لأن أغلب العمليات الإرهابية المرتكبة نفذتها كتيبة ''الأنصار'' وكتيبة ''الفتح''، ما سيجعل إعادة ترتيب الأمور في بيت التنظيم الإرهابي صعب المنال نتيجة الصدمة الذي أحدثه خبر استسلام بن تواتي، في عمليات تمشيط مكثفة تدمير كازمات بمنطقة عمال تمكنت أول أمس قوات الجيش الوطني الشعبي، المدعمة بفرق مكافحة الإرهاب، من تفكيك 3 كازمات بإقليم بلدية عمال الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس. وتم استرجاع خلالها كميات معتبرة من المواد المستعملة في صنع المتفجرات كمادة ''تي.أن.تي'' والنتريك والأمونياك، ومواد غذائية معلبة وأغطية، وحسب مصادر مؤكدة فإن العثور على المواد الغذائية يدل على أن الإرهابيين كانوا بتلك الكازمات قبل أن تصل إليها قوات الجيش. وامتدت العملية إلى حدود ولاية البويرة بالأخضرية، للإشارة، فإن هذه العملية هي امتداد للعمليات التي استهدفت جبال بوشاقور على حدود يسّر وشعبة العامر، وهي معاقل تابعة لسرية يسّر تحت إمارة الإرهابي الهاشمي الهاشمي المكنى صهيب، حيث تم حجز كميات معتبرة من مواد متفجرة مختلفة.