ركز في الآونة الأخيرة التنظيم الإرهابي المسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال على عملياته الإرهابية بأقصى شرق البلاد، في محاولة لتحقيق صدى إعلامي يوهم بأن التنظيم الإرهابي بإمكانه أن يفك الخناق الأمني الذي شلّ تحركات التنظيم على مستوى ولايات الوسط، حيث المعاقل الرئيسية للجماعات الإرهابية، محاولا إمداد عناصره المترددة إثر نداءات حطاب بنفس جديد والزجّ بهم في دوامة العمليات الإرهابية، حتى يحول دون الاستجابة لنداءات القطيعة مع النشاط الإرهابي وهو ما دفع بدروكدال -حسب ملاحظين للشأن الأمني في الجزائر- إلى تحريك كتيبة زالمرابطينس الناشطة في أقصى الشرق، التي يقودها أخطر عنصر من بقاياالجيا المدعو زأبو صلاح تعد العملية الإرهابية التي شهدتها ولاية جيجل عشية الأحد المنصرم وخلفت مقتل 9 حراس مكلفين بحراسة منشأة تابعة لسونلغاز بمنطقة زيامة منصورية، هي الثالثة من نوعها بأقصى الشرق الجزائري خلال 15 يوما بعد التفجيرين اللذين أدى إلى مقتل 4 مدنيين و 12 جنديا بولاية تبسة، ما يدل أنالجماعة السلفية تتعمد شن عملياتها الإرهابية بالمناطق الشرقية المعروفة بتضاريسها الصعبة، في محاولة لفرض خارطة انتشار جديدة، تعطي نفسا جديدا لتنظيم عبد المالك دروكدال الذي تعرض في الآونة الأخيرة إلى ضربات قاسية من قبل مصالح الأمن، شلت تحركات التنظيم الإرهابي وعجلت بنهاية أخر تنظيم دموي بالجزائر، كان أهمها القضاء على أبرز العناصر الإرهابية المقربة من الأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود على رأسهم طبيب الجماعة السلفية بمنطقة الوسط محمد بلعيد أقدم عنصر إرهابي، حيث التحق بالجبل سنة ,1991 يضاف إليه عمر طيطراوي المعروف في وسط الإرهابيين ب أبو خيثمة أمير كتيبة الفتح، بالإضافة إلى تحييد علي بن تواتي زأبو تميمس الذراع الأيمن لدروكدال و أمير كتيبة الأنصار القوة الضاربة لالجماعة السلفية. كما أن نداءات حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال الموجهة لما تبقى من العناصر الإرهابية من أجل ترك السلاح والانحلال مجددا في أحضان المجتمع، نتج عنها صراعات وسط الجماعات الإرهابية بين الميالين إلى التوبة والمتشددين نحو قانون المصالحة الوطنية، ما دفع بالعناصر الدموية المحسوبة على الجيا إلى استعراض العضلات وإدخال الشك في نفوس العناصر الراغبة في ترك السلاح . وحسب المتتبعين للملف الأمني، فإن تراجع العمليات الإرهابية بمنطقة الوسط وانتقالها إلى المناطق الشرقية، راجع إلى دخول العديد من العناصر الإرهابية في اتصالات مع الأجهزة الأمنية بغرض تسليم نفسها، خاصة أن معظم الإرهابيين الناشطين بالمنطقة الثانية في التنظيم الإرهابي يكنون احتراما كبيرا لحسان حطاب، الأمر الذي دفع بدروكدال إلى تنشيط عمل كتيبة المرابطين الناشطة بين تبسة، باتنة وسكيكدة وجيجل، التي يقودها الإرهابي زأبو صلاحس أخطر العناصر المتبقية من التنظيم الدموي زالجياس الذي تم تعيينه في الصائفة الماضية على رأس الكتيبة، بهدف خلق صورة تكون بمثابة رد على نداءات حطاب بأن عناصر التنظيم ترفض ترك السلاح. كما أن نقل العمليات الإرهابية إلى المناطق الشرقية هو محاولة من الجماعة السلفية للفت الأنظار نحو الشرق وإعادة تنظيم صفوفها في الوسط نتيجة الفراغ الذي تركه القادة الذين سلموا أنفسهم أو تم القضاء عليهم