كل الطرق تؤدي إلى الإنارة بالنسبة للجزائريين، مثل تعاملت به العائلات الجزائرية منذ عودة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في شهر رمضان، حيث تلجأ الأسر الجزائرية إلى استعمال الشموع لإنارة بيوتها وتفادي قضاء سهرات رمضانية مظلمة· وأصبحت ظاهرة استعمال الشموع من أجل الإنارة شر لا بد منه بالنسبة للأغلبية الساحقة من العائلات الجزائرية، خاصة الفقيرة منها والتي لا يمكنها اقتناء مولد كهربائي لتعويض انقطاع الكهرباء في الأوقات الحساسة من الإفطار والسهرات الرمضانية· لذلك، فإن ضوء شمعة واحدة أفضل بكثير من الظلام الحالك الذي تشهده أغلب أحياء الجزائر العميقة· وأمام أزمة الكهرباء التي تشهدها الجزائر والتي دفعت ثمنها العائلة الجزائرية الفقيرة في هذا الشهر الفضيل، تشهد في الاتجاه المعاكس تجارة الشموع تطورا كبيرا إلى درجة أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي قابلتها ندرة حادة في الشموع، نظرا للطلب المتزايد على شراء الشموع من طرف الجزائريين بهدف الإنارة وتفادي سهرات رمضان على وقع الظلام، حيث علقت على هذا الموضع إحدى السيدات قائلة ”حتى الشمع خلاص”· فيما قال أحد الشباب ”لقد قصدت لحد الآن أربعة أو خمسة محلات لشراء الشمع، لكنه غير موجود إطلاقا”· أما سمير وهو صاحب متجر، فيقول ”كل الشمع الذي كان لدي نفد في ظرف قياسي بعدما كان مكدسا لعدة أشهر ”· وكما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد، فان تجارة الشمع ازدهرت كثيرا منذ بداية شهر رمضان، لكن بعض التجار لم يتوانوا عن استغلال الفرصة من خلال رفع سعر الشمع والمضاربة فيه، فبعدما كان سعر الشمعة الواحدة قبل رمضان أقل من عشرة دنانير قفز في عز أزمة الكهرباء إلى حوالي 15 دينارا، وفي جميع الأحوال، فإن المواطن الجزائري البسيط هو من يدفع دائما فاتورة انقطاع التيار الكهربائي وكذلك ندرة الشموع وغلائها في الأسواق·