وجّه أكثر من 30 عالما وداعية جزائري نداء تحت عنوان ''بيان للناس'' إلى أهل مدينة بريان بولاية غرداية، بعد الأحداث الأليمة وأعمال الشغب التي شهدتها المنطقة في الأيام الماضية القليلة. بيان هؤلاء العلماء والدعاة الجزائريين المجتمعين، أول أمس، بمقر جمعية العلماء والمسلمين حمل نداء واضحا إلى أهل منطقة بريان مخاطبين إياهم بأن ''يتقوا اللّه في أنفسهم جراء الفتنة التي تعمل أطراف على إشعالها في منطقة عزيزة من وطننا''، حسب بيان لجمعية العلماء المسلمين. النداء المعنون ب''بيان للناس'' والذي وقعه في مقدمة هؤلاء العلماء المسلمين كل من عبد الرحمان شيبان والشيخ طاهر آيت علجت، عبد الرزاق، شمس الدين بوروبي وغيرهم من خيرة ما أنجبت الجزائر من علماء ودعاة والذين -عبر هذا النداء ''بيان للناس''- ناشدوا سكان منطقة بريان وكل سكان غرداية بأن ''يكونوا في مستوى تطلعات الأمة كما عاهدناهم في قلب رجل واحد وأن يفوتوا الفرصة عن مرضى القلوب الذين يعملون على إذكاء نار فتنة أزهقت الأرواح وسفكت فيها الدماء وأتلفت فيها ممتلكات وروعت فيها أنفس''، وفي هذا السياق وأمام هذه المأساه الوطنية -يضيف البيان- يهيب العلماء الجزائريون بكل من له شعور بالمسؤولية أن يستجيب لهذا النداء وأن يتذكر أن دماء المسلمين وأعراضهم وأمواله حرام بنص القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه السلام. كما دعا هؤلاء الدعاة والعلماء الجزائريين إلى أن يسعى كل واحد في موقعه ومسؤوليته إلى نزع فتيل الفتنة وأسبابها بدءً بالأسرة والمسجد والمدرسة، مضيفين في نفس السياق أنه ''يجب على كل واحد منا في هذا الوطن الواحد أن يتقي الله في نفسه وأهله وجيرانه ووطنه ولا يمدن أحد يده إلى شر أو فساد''. وفي ختام نداء''بيان للناس'' أهاب المجتمعون بأبناء مدينة بريان، على اختلاف انتمائاتهم وتوجهاتهم، أن لا يكونوا أداة في أيدي الذين ''يكيدون للعباد والبلاد'' متسترين بشعارات مذهبية والإسلام بمذاهبه بريء منها. تحرك هؤلاء الدعاة والعلماء يأتي بعد الأحداث الأليمة والخطيرة التي وقعت منذ أكثر من أسبوع في بلدية بريان والتي خلّفت عدة قتلى وجرحى بين السكان إثر أعمال شغب وتكسير اندلعت فجأة بعد أن ظن الكثير أن أحداث بريان قد طويت بعد ما شهدته المنطقة السنة الماضية.