طالبت عائلات 17 بحارا جزائريا مختطفا بالصومال، أمس، السلطات بالتدخل من أجل إطلاق سراح ذويها عشية عيد الفطر، معلنة أنها مقبلة على مناسبة دينية جليلة تتمنى أن تكتمل فيها فرحة العيد· ورفعت العائلات التي تجمعت أمس في اعتصام دوري على الساعة العاشرة صباحا أمام ساحة أول ماي بالجزائر العاصمة، شعارات منددة بالصمت المطبق للسلطات حيال قضية البحارة الذين تم اختطافهم في الثاني من جانفي الماضي ليبقى ملفهم معلقا لحد الآن، في ظل مطالبة المختطفين بفدية مالية· ومن بين الشعارات التي رفعت خلال هذا الاعتصام: ''أرجعوا لنا أولادنا''، ''هؤلاء أولاد الجزائر'' و''العيد قادم ونحن نحترق''· كما صرخت الأمهات والزوجات والأخوات والأولاد بأعلى أصواتهم ''أرجعوا لنا آباءنا''، وهي شعارات وكلمات دفعت بالمارة للتوقف والنظر إليهم في صورة مأساوية وحزينة، خصوصا ونحن في نهاية أيام شهر رمضان· كما أجهشت النساء والأطفال بالبكاء، حيث لم تشعر العائلات بطعم شهر الصيام على غرار السنوات الماضية· فيما يحلم الأطفال الصغار بفرحة العيد وشراء ملابس جديدة، لكن هذه الأزمة ستحرمهم من فرحة العيد مقارنة بأمثالهم من الأطفال· من جانبه أكد المتحدث باسم العائلات، فوزي آيت عثمان، في تصريح ل ''البلاد'' على هامش الاعتصام، أن كل الوعود بايجاد مخرج للقضية التي طالت وستتجاوز ثمانية أشهر سقطت في الماء، خصوصا وأن العائلات ملت الانتظار وبدأت تفقد الأمل في عودة ذويها المحتجزين لدى القراصنة في عرض السواحل الصومالية· من جهتها قالت ليلى ساحلي، شقيقة أحد البحارة الرهائن المحتجزين على متن باخرة فأم في البليدة''، المدعو إسماعيل ساحلي، إن العائلات سئمت هذه الوضعية المزرية، قائلة إن المدير العام لشركة ''إي بي سي'' المالكة للباخرة التي خطف على متنها البحارة تلاعبت بالعائلات، مؤكدة أنه أخبرها أن حل قضية الرهائن شارف على نهايتها بنسبة كبيرة ثم فند قوله في اليوم التالي· كما سبق للعائلات أن تلقت اتصالات هاتفية عقب إفطار يوم الأربعاء الماضي من ذويهم المحتجزين في عرض السواحل الصومالية، دامت دقائق معدودات· وبخصوص ذلك قال آيت عثمان إن البحارة يوجدون في حالة سيئة ومتدهورة بعد ثمانية أشهر من الاختطاف ويوجدون تحت درجات حرارة تفوق 45 درجة مئوية· وأضاف أن العائلات فقدت الأمل في إطلاق سراح ذويها المحتجزين خصوصا أمام الاعتصامات التي تقوم بها بساحة الأمير عبد القادر قبالة بلدية الجزائر الوسطى، وأمام البريد المركزي أو الاعتصامات السابقة في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والسفارة الأردنية، لكن تلقوا وعودا فقط تبخرت كلها·